Osman Mirghani زائر
| موضوع: استقالة رانيا.. الأحد أبريل 04, 2021 2:45 pm | |
| كثيرون ربما لم يسمعوا باسم الأستاذة رانيا حضرة إلا بعد أن انتشر في الوسائط خبر استقالتها من مكتب رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور عبد الله حمدوك.. و يقول الخبر الذي نشرته صحيفة “الجماهير” الإلكترونية :
(بصورة مفاجئة، دفعت نائبة مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء السوداني، رانيا محمد عثمان حضرة، باستقالتها عن منصبها وفقًا لمصادر موثوقة لـ”الجماهير”، دون أن تخوض في تفاصيل الاستقالة.وتأتي استقالة رانيا حضرة بعد أقل من شهرين على تعيينها بالمنصب في إطار إعادة هيكلة طالت مجلس الوزراء عمومًا، ومكتب رئيس الوزراء على وجه الخصوص.ورفضت حضرة التعليق على خبر استقالتها ، وقالت لـ ” الجماهير” عبر الهاتف “لا يمكنني التحدث إلى الصحافة، إلتزمت لهم بذلك، يمكنكم الاتصال بمستشار رئيس الوزراء للإعلام فيصل محمد صلاح ، هو مسؤول عن هذه الأمور).
ربما لا يستحق خبر استقالة موظف في مكتب رئيس الوزراء أو غيره أن يكون خبراً في الصحافة لولا الوضع الذي تكابده البلاد الآن.. ففي سياق التعديلات الأخيرة والتشكيل الجديد لمجلس الوزراء أعيد هيكلة مكتب رئيس الوزراء وجاء من بين القادمين الجدد اسم الأستاذة رانيا التي لم تمكث طويلاً فغادرت المنصب ربما عائدة لموقعها الرفيع في الأمم المتحدة.
أهمية الخبر تأتي من قراءته مع خبر آخر حملته صحيفة “التيار” يوم الثلاثاء الماضي 30 مارس 2021 على لسان البروفيسور محمد الأمين التوم وزير التربية والتعليم السابق، الذي قال أنه أرسل مكتوباً قبل أكثر من شهر لرئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك يستفسره عن طبيعة “الفحص الأمني” الذي أدى لاستبعاده من منصبه، ولم يتلق رداً حتى اللحظة.
إذا كان رجل بوزن وزير اتحادي ظل عضواً في أول مجلس وزراء للثورة ولم يغادر إلا قبل أسابيع قليلة، لا يستطيع التواصل الطبيعي مع مكتب رئيس الوزراء، فكيف بالمواطن في مختلف قطاعاته ومواقعه ودرجاته؟
للمقارنة، يمكن للقاريء الكريم أن يرهق نفسه قليلاً ويستخدم أزرار هاتفه أو كمبيوتره ويرسل رسالة للرئيس الأمريكي جو بايدين في البيت الأبيض، عن أي موضوع مهما بدا صغيراً وتافهاً، سيتلقى رداً آلياً فورياً أن الرسالة وصلت، ثم بعد قليل يتلقى رداً مباشراً على الموضوع الذي استفسر أو علّق عليه.
وهذا ليس تفضلاً من البيت الأبيض لكنه من صميم “الاتصال المؤسسي” Corporate Communication
وهي السمة التي تميز بين “المؤسسة العامة الرشيدة” و المكونات العفوية التي لا تهتم كثيراً بتواصلها الأفقي والرأسي، واتصالها البيني Intra والخارجي Inter .
تقييم أداء رئيس الوزراء لا يأتي من زاوية المؤهلات الشخصية أو الخبرات فحسب، بل من منظومة مكتب رئيس الوزراء لأنها المؤسسة الحقيقية التي تصنع النجاح أو – لا قدر الله- الفشل.
و أول معايير تقييم مؤسسة مكتب رئيس الوزراء يأتي من قدرته على التواصل مع الآخر، الآخر المؤسسي الاعتباري أو الفردي الطبيعي.
ويصبح السؤال الأهم، هل تتوافق مؤسسة مكتب رئيس الوزراء مع المعايير المطلوبة لرأس الجهاز التنفيذي في البلاد؟
بكل يقين الإجابة، لا .. https://www.facebook.com/100002925198155/posts/3892603354180466/?d=n |
|