أسامة ضي النعيم محمد زائر
| موضوع: يا حُشري خليك في الكُشري السبت نوفمبر 27, 2021 11:10 pm | |
| العنوان مستعار من أحد مقاطع النداءات والأهازيج التي سمعناها عبر الوسائط ، نادى بها المتظاهرون السودانيون في أمريكا أمام السفارة المصرية للتنديد بموقف الرئيس السيسي من أحداث السودان في 25 أكتوبر2021م ، لن تكون المرة الاخيرة لتدخل المخابرات المصرية في الشأن السوداني ثم اقحام الرئيس المصري الجالس في قضية حصيلتها ترتد خسارة علي مصر . الذي يتحكم في العلاقات المصرية السودانية في الدولة المصريه هو المخابرات المصرية بعناوينها وصفاتها المتعددة عبر التأريخ ، وزارة الخارجية المصرية ترعي شؤون مصرمع جميع الدول عدا السودان أو الاقليم جنوب الوادي كما تحفظه وتثبته الذاكرة المصرية الرسمية ، ليست بعيدة عن عرقلة بناء خزان سنار في السودان الذي بدأت الاعمال فيه منذ العام 1913م ، عرقلة التمويل ورفض الحكومة المصرية لتقديم ضمانات التسهيلات كان بيد المخابرات المصرية ، قيض الله مخرجا للسودان وجاء ضمان التمويل من البرلمان الانجليزي وحكومة صاحب الجلالة ملك بريطانيا ، لم تفتر محاولات المخابرات المصرية لإيقاف بناء الخزان فحركت ألشارع المصري وتوقف العمل في بناء خزان سنار في العام 1920م ، جلت قدرته العلي القدير ونصر الله ارادة أهل السودان وأعادت بريطانيا أعمال بناء الخزان بعد مقتل السير لي استاك حاكم عام السودان في شوارع القاهرة في عام 1924م. يتوالي مكر المخابرات المصرية علي المصالح السودانية ويتدخل في العام 1953م الصاغ صلاح سالم لترجيح كفة المنادين بالاتحاد مع مصر من بعد خروج سلطات الحكم الثنائي الانجليزي المصري ، لم يقف الصاغ صلاح سالم في توزيع الرشاوي بل رقص عاريا في جنوب السودان محاكاة لما يفعله أهلنا في حلبات رقصهم بحكم طقوسهم ، نزلت محاولات المخابرات المصرية تلك بردا وسلاما علي أهل السودان وفتح الله عليهم وجمع كلمتهم ليصبح السودان للسودانيين وطنا حرا مستقلا ، وثقت لذلك مضابط البرلمان السوداني في 19 ديسمبر 1955م ومن ثم اعلان الاستقلال ورفع العلم في يناير1956م وأذل الله من أراد بالسودان شرا.
بغباء وسذاجة وقعت المخابرات المصرية في فخ كذبة الاخوان عند انقلابهم العسكري في يونيو1989م ، لم يكن تأييد حسني مبارك وتسويقه لانقلاب البشيرعن حب بل كراهية للمسار الديمقراطي في السودان ثم نكاية في الصادق المهدي الذي أراد أن يختط طريقا لحكم بلاده بعيدا عن محور مصر، ثم كانت محاولة اغتيال حسني مبارك في أثيوبيا هي رد التحية من أخوان السودان ، المكر السيئ لا يحيق الا بأهله . تدخل المخابرات المصرية في الشأن السوداني عجز تماما عن الوصول الي مبتغاه ، يعود ذلك الي الوعي السياسي العالي للشارع السوداني مقارنة بوعي نظيره المصري ، ثم حقيقة تغيب عن الحسبان وهو أن السودان حكمه أهله الاصليون من زمن بعيد وخرجوا منه غزاة ليتحكموا في بلاد اخري ، فقط في التاريخ الحديث كان في حكم السودان مملكة سنار ودولة المهدية ، في تلك الحقبة المناظرة كانت مصر ترزح تحت الاحتلال العثماني وقبله كان الحكم بيد غزاة من خارج مصر ، تسني لمصر أن يحكمها فلاح مصري فقط مع ثورة يوليو 1952م بقيادة محمد نجيب.
للطبيعة الامنية وغياب تبادل الرأي عند صناعة القرارات في أروقة المخابرات تعجز تلك المؤسسة الامنية عن نسج علاقات دولية معافاة ، الامن المائي المصري لا تحميه المخابرات المصرية بحيل ومكائد لفصل جنوب السودان وتكوين دولتين فاشلتين جنوب مصر ، تأجيج الصراعات في أثيوبيا فعل مخابراتي مصري أيضا لا يمنح الامان والوصول الي محادثات بناءة في سد النهضة ، محاولة التحكم وعسكرة الحكم في السودان لا يستميل الشارع الاقوي بارادته المستدامه ، تلك معطيات ضرورية لبناء علاقات مع دول حوض النيل لتنفيذ مشروعات مائية تحميها الشعوب لا أنظمة المخابرات المصرية ولواءاتها.
عاش السودان حرا مستقلا وبإذن الله تشرق شمسه علي أيادي صبايا وصبية وربما سعت العمالة المدربة من بعض الدول في الحصول علي فيز عمل (الكُشري) في السودان .
وتقبلوا أطيب تحياتي.
|
|