د. بله موسى
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 22/06/2010
| موضوع: " أفريقيا اليوم " تبحث عن الحقيقة في قضية تهجير الفلاشا وتحاور اللواء أمن (مُنحل) عثمان السيد مسئول الأمن الخارجي السوداني في جهاز امن الدوله المُنحل الإثنين أغسطس 02, 2010 2:58 pm | |
| - اقتباس :
الخرطوم" أفريقيا اليوم" صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
عندما بدأت جريدة "المصري اليوم " في إثارة حملة صحفية حول تهجير يهود الفلاشا من أثيوبيا عبر السودان إلى تل أبيب, رأي الكثير من المتابعين والمراقبين أن الحملة ليس لها معنى, وليس هذا هو التوقيت الذي تثار فيه مثل هذه القضية, فزمنها انتهى, ولم يكن هناك ما يستدعي إعادة فتحها من جديد لأنه ليس هناك فائدة من وراء ذلك, خاصة وأن السودان يمر بمرحلة حساسة في تاريخه, ومن واجبه علينا أن نقف بجانبه حتى تمر أزمته بسلام لنضمن سودانا آمنا موحدا مستقرا, ولكن الحملة طالت في حلقاتها دون هدف, وعندما أتيت إلى الخرطوم لم أجد أي صدى لهذه الحملة في الصحف السودانية, رغم أنها تنقل كل ما يكتب عن السودان, ليس ذلك فحسب بل وتتفاعل معه أيضا ... تعجبت من هذا الأمر, وسألت بعضا من زملائي الصحفيين السودانيين , وأجابوني, أن هذا الموضوع قتل بحثا من قبل ونشر كثيرا, فما هو الجديد في مثل هذه الحملة؟, ... ساقني فضولي الصحفي للبحث عن الأشخاص الذين ورد ذكرهم في الحملة, وإثارة الموضوع معهم, ربما يكون لديهم ما يوضحون به أبعاد هذه الحملة وحقيقة ما تضمنته من حوادث , وتبين لي أن اللواء " عثمان السيد" الذي ورد ذكره هو نفسه السفير " عثمان السيد" مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بالخرطوم, وعلى الفور اتصلت بالرجل وطلبت منه تحديد موعد لإجراء حوار, فسألني عبر الهاتف : عن ماذا سيدور الحوار, ذكرت له حملة الفلاشا, فقال لي دعيني أرجع للمسئول الإعلامي بالمركز حتى نرى موعدا لك, قلت أنه ربما لن يقبل الحديث معي, ولكن بعد ساعة اتصل بي يوسف المسئول الإعلامي وحدد لي موعدا بعد يوم في الثانية عشرة ظهرا, وأنا في طريقي للمركز إتصل بي يوسف وقال لي أن السفير في بكا ( عزاء) وأنه سوف يتأخر وأضاف : انتظري سوف أرجع إليك مرة أخرى, أحسست أن السفير عثمان السيد قد تراجع عن اللقاء ولكن بعد ساعتين إذا بيوسف مرة أخرى يطلبني لأذهب لإجراء الحوار, ذهبت وعندما دخلت على السفير مكتبه, وجدته في البداية متحفظا عندما عرضت عليه الموضوع الذي أنا بصدده, فلم أتفاءل خيرا, لأنني أحسست بشخص يفرض عليه عمله الطويل في جهاز أمني ألا يتحدث, وما زاد الأمر تعقيدا أنه يحمل كثيرا من العتاب لمصر, وشيئا فشيئا بدأ الرجل يتحدث حتى أن اللقاء تجاوز الأربع ساعات ، تحدثنا فيها عن أشياء كثيرة بجانب قضية الفلاشا, وسوف نتابع نشر هذا الحديث في الحلقات القادمة. وإلي نص الحوار :
هناك حملة في جريدة المصري اليوم تتهم الرئيس الراحل نميري ونظام مايو بالخيانة العظمي, وذلك لتسهيلهم نقل يهود الفلاشا من أديس أبابا عبر السودان إلى تل أبيب. وإسمك تكرر أكثر من مرة, ماهو ردك على هذا الإتهام؟
- بعد فترة صمت: كلام فارغ, أنا أسألك أنت كمصرية لماذا هذه الحملة هذه الأيام؟
أنا هنا ياسيدي ليس بصفتي مصرية أنا هنا صحفية تبحث عن حقيقة؟
- أنا أتابع هذه الحملة وقرأت كل حلقاتها, وليس عندي أي تفسير لها سوى أنها نوع من الإعلام الغبي. وأتساءل ما هو الهدف من إثارة هذه القضية في هذا التوقيت؟, فإن لم يكن هذا من باب السخف والجهل الإعلامي, فهل هو استهداف لشخص الرئيس نميري والذي كانت له مع مصر وقفات هامه، فأول وفد أرسله نميري بعد توليه الحكم مباشرة كان لمصر في 27 مايو عام 67 برئاسة سكرتير مجلس الثورة " أبو القاسم محمد إبراهيم", وكان هناك الموقف السوداني المؤيد لمصر في كامب ديفيد, و في زمن نميري حدث التكامل مع مصر, وتكونت أمانة عامة للتكامل برئاسة أبوبكر عثمان محمد صالح, ومساعده المصري اللواء عبد الستار أمين, وأيضا مساعد سوداني وهو عز الدين حامد وكان سفيرا للسودان بمصر. نميري كان بالقاهرة لآخر لحظة في حياته, فهل الحملة استهداف لهذا الرجل؟ أم هي محاولة تشهير وقتل الذات لبعض الشخصيات التي ذكرت بها, فهل هناك داع لاستهداف شخص ظل طيلة حياته واقفا بجوار مصر؟ الرئيس نميري الوحيد الذي بكى على رؤؤس الأشهاد عندما توفى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وكان ذلك بمطار القاهرة وكان معه الرائد أبو القاسم هاشم, وفاروق أبوعيسى, وكان ذلك من الأشياء التي عاب عليه فيها العقيد معمر القذافي, ونميري كذلك تأثر بموت الرئيس السادات, وكانت تربطه علاقات قوية مع الرئيس مبارك.
- جهل وأخطاء
لكن الحملة أخرجت وثائق ومستندات تؤكد حدوث العملية؟
- الحملة بها كلام كثير جدا, وللأسف تعكس جهل بعض الصحفيين المصريين بالسودان في زمن نميري والذي إلى الآن يكتب في الصحافة المصرية محمد جعفر نميري على وزن محمد أنور السادات, , وهو اسمه جعفر محمد نميري. فكيف يذكرون في حملتهم أني كنت وزير دفاع السودان في هذا الزمن ألم يقرأوا التاريخ, ألم يمر عليهم أن المشير سوار الذهب كان وزيرا للدفاع بالسودان في ذلك الوقت, فالحملة كلها أخطاء في أخطاء.
دعنا نضع أيدينا على هذه الأخطاء, فقد ذكر في الحملة أنك تسلمت 150 ألف جنية فلماذا تسلمت هذا المبلغ وفيما صرفته؟
- أنا لم أستلم هذا المبلغ أصلا وهذا ثابت حسب المحكمة نفسها, فالعقيد موسى إسماعيل هو الذي سلمه للعقيد هاشم أبورنات, ولم يتم الإشارة إلى إسمي من قريب أو من بعيد, ولم تسألني المحكمة عن هذا الموضوع, لكن وردت الإشارة في الحملة إلى أن اللواء عمر محمد الطيب وجه بأن أستلم أنا المبلغ وأسلمه إلى هاشم وكان مديرا لمكتب اللواء عمر الطيب, فلماذا يعطيه لي أنا. أقول أن الزج باسمي هنا ليس له معنى, ولا يخلو من الخبث والخسة, ومحاولة لقتل الذات.
بغض النظر عن وجود اسمك أو عدم وجوده, وفق كلامك كان هناك مبلغ وسلم. من أين جاء هذا المبلغ وفي مقابل ماذا؟
- المبلغ كان متبقيا من شراء سيارات من السعودية لنقل الفلاشا, وهذا ذكر في المحكمة.
هل كان هناك قضية ومحكمة حول هذا الموضوع؟
- نعم كان هناك قضية ومعروفة للجميع
من كان متهما في هذه القضية؟
- أنا شخصيا لم أكن متهما في هذه القضية, الاتهام كان موجها إلى رئيس جهاز الأمن عمر محمد الطيب والعقيد موسى إسماعيل, والعقيد الفاتح عروة, والمقدم دانيال من جنوب السودان والرائد فؤاد بندر, في المحكمة لم أكن في قفص الإتهام, كنت شاهدا فقط.
- وثائق متاحة
هذا الكلام يؤكد أنه كانت هناك قضية وهناك متهمين فيها. إذن ماوجه إعتراضك على الحملة؟
- أنا أتساءل لماذا إثارتها الآن ولمصلحة من؟ فهذه القضية انتهت منذ زمن بعيد, أما حديث الحملة بأن هناك مستندات سلمت للجريدة من شخص قضى 25 سنة من عمره في منطقة القضارف كلام غير منطقي, القضارف هذه لمن لا يعرفها هي منطقة زراعية الكل فيها يعرف بعضه تماما, ولو أتى شخص غريب عليها حتى من داخل السودان بيعرف أنه من خارج المنطقة, فكيف أتى هذا الشخص من خارج البلاد وجلس بالقضارف كل هذه المدة, وجمع كل هذه المعلومات؟!!, ولم نعرف يوما أن القضارف الزراعية بها وثائق, وللعلم الوثائق التي تنشرها المصري اليوم متاحة وموجودة وهي عبارة عن محاضر التحقيق في القضية وموجودة في دار الوثائق السودانية, وفي التليفزيون القومي, والإذاعة, ووزارة الإعلام. وأزيدك أكثر حتى تقفوا على هذه القضية للتأكيد أنها لم تكن سرية, كانت هناك لجنة مكلفة للتحقيق مكونة من الصادق الشامي رئيسا وكان بعثي, وأحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان الآن وكان ممثل الإخوان المسلمين وقتها, والمحامي كمال الجزولي وكان يمثل الشيوعيين, والمحامي مصطفى عبد القادر وكان من القوميين العرب, وضابط شرطه إسمه أمين عباس, وأجرت هذه اللجنة التحقيق وأجرت مواجهة بيني وبين اللواء عمر محمد الطيب, وهذه المواجهة موجودة ومصورة, وعندما جاءت المحكمة أنا ظهرت كشاهد, وكمال الجزولي كان يستجوبني وقال للمحكمة أنه لدينا شريط مسجل عليه مواجهة بين الشاهد عثمان السيد وعمر محمد الطيب, وكان عبد العزيز شدو محامي المتهم عمر الطيب وطلب عدم ظهور الشريط, وقال أن ربما ذلك يؤثر على معنويات المتهم, وبالفعل رفض القاضي عبد الرحمن عبده عرضه, وهكذا المواجهة التي كانت بين الفاتح عروة وعمر الطيب, المحكمة رفضت كل هذه المواجهات والتي كانت مصورة. فالحملة كل ما فعلته أنها نشرت فحوى تلك المواجهات, وأقول لا أنا ولا الفاتح عروة ولا العقيد موسى لم نتضرر من هذه الحملة " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى".
في تقديرك ماهو المقصود من الزج بأسمائكم في هذه الحملة وماهو الهدف؟
- أعتقد أن الأخ موسى لم يكن مقصودا, وإنما المقصود هو أنا والفاتح عروة, والهدف هو محاولة لتشويه السمعة وقتل الذات.
- السودان واثيوبيا
ولماذا أنتم الاثنين بالذات؟
- لأننا لدينا علاقة متميزة بأثيوبيا, ولكن هذا ليس معناه أن لدينا علاقة سيئة بمصر.
إذن هذا اتهام لمصر الرسمية؟
- أظن أن المطبخ الذي يدير العمليات في مصر هذه الأيام يتصرف في إطار الجنوب والانفصال, وقضية مياه النيل, والحملة بين أثيوبيا ومصر رغم هدوئها بعد زيارة أبو الغيط وأبو النجا لأديس أبابا, فهم يعتقدون أن الدور الذي نلعبه في علاقتنا بأثيوبيا يصب في عكس الاتجاه, وأقول لهم أن العلاقة المتميزة بين السودان وأثيوبيا يرجع سببها الرئيسي للعلاقة القوية والأسرية بين البشير وميلس زيناوي, وبدأت هذه العلاقة حتى من قبل تولي زيناوي السلطة في أثيوبيا, وأذكر أنني عندما إستلمت منصب سفير السودان في أديس أبابا في 26 يونيو عام 1991, وبعد أقل من شهر من إستلام زيناوي السلطة حكى لي أن الطائرة التي أقلته إلى أديس أبابا لإستلام الحكم, كانت طائرة الفاتح عروة وكان مستشار البشير وقتها, وأنهم رفضوا إستعمال أي طائرات أثيوبية, وقال زيناوي لي أنه عندما تسلم الحكم سأل البشير ماهي نصيحتك لنا قال له لابد أن تكونوا حريصين وحصيفين في التعامل مع أمريكا وإسرائيل, وقال زيناوي أن البشير نصحنا ولم يشترط علينا على اعتبار أنه ساعدنا كثيرا للوصول للحكم, وقال أنه في أول اجتماع للمكتب السياسي للحزب الحاكم تقرر رفع درجة البشير من مرتبة الصديق إلى مرتبة الأخ, فليس صحيحا مايتردد أن عثمان السيد هو عراب العلاقات السودانية الأثيوبية وأنه مهندس الثورة الأثيوبية, صحيح أنني أعرفهم جيدا منذ عام 77 منذ بداية الثورة بحكم عملي كمسئول لجهاز الأمن الخارجي, ولكن تظل المسألة أنني أعمل في إطار دولة وتوجيه.
نرجع مرة أخرى إلى موضوعنا بماذا حكمت المحكمة في هذه القضية؟
- اعتبرت المحكمة كلا من موسى إسماعيل- الفاتح عروة- مقدم دانيال- الرائد فؤاد بندر شهود ملك, وتمت محاكمة عمر محمد الطيب النائب الأول للرئيس ورئيس جهاز الأمن.
وهل سجن؟
- نعم سجن ولكن حكومة الإنقاذ أفرجت عنه في بداياتها.
إذن كانت هناك قضية وتم الحكم فيها؟
- نعم لكني أقول أن الفلاشا الذين دخلوا السودان كانوا 7 ألاف فقط ولم يكونوا 25 ألف كما تقول الحملة, وأنهم دخلوا إلى السودان دون علم السلطات السودانية, ولم يكن لديهم ما يميزهم عن الإثيوبيين الأصليين, دخلوا ولم نكن نعلم أنهم يهود فلاشا فكانوا مجرد لاجئين أثيوبيين دخلوا السودان, أفتكر أن الأمريكان والإسرائيلين كانوا يعرفون أنهم فلاشا, ولم يكن في مقدور الحكومة السودانية تحت أي ظرف أن ترجعهم لإثيوبيا, وذلك وفق قوانين اللجوء نفسها والتي تحظر ذلك, وأيضا لانستطيع الإبقاء عليهم.
كيف دخلوا السودان دون علم السلطات السودانية؟
- رد بصوت عالي : هل تظنين أنها رفح, إن حدودنا طويلة ومفتوحة ويصعب السيطرة عليها.
ولكن الحملة ذكرت أن السودان قام بعملية النقل من أديس أبابا إلى السودان ثم إلى تل أبيب مباشرة؟
- هذا كلام خاطئ تماما هم أصلا كانوا في السودان وتم نقلهم على رحلتين من مطار الخرطوم ومن مطار العزازا بالقضارف بشرق السودان, ولم يتوجههوا مباشرة لإسرائيل بل ذهبوا إلى فرانكفورت ثم بروكسيل ثم أثينا ثم تل أبيب. والعلاقة بين الخرطوم وأديس أبابا وقتها لم تكن جيدة لأن السودان كان يدعم الثورة الأريترية, وأثيوبيا كانت تدعم حركة قرنق, ولم يكن هناك مجال للتنسيق, وللعلم "منجستو" هو أكثر شخص باع الفلاشا من أثيوبيا, وكانت آخر صفقة بـ 30 مليون دولار, وحولت إلى حساب "منجستو" في أحد البنوك الأمريكية وتم تمويل هذه العملية من مؤسسة تحرير الفلاشا بنيويورك, وعندما إستولى ميلس زيناوي على الحكم في أثيوبيا لم يجد أي أموال في البنوك, وبالتعاون مع الأمريكان استطاعوا أن يستلموا هذا المبلغ باعتبار أنه تابع للحكومة الأثيوبية, وهو المبلغ الذي بدأت به حكومة زيناوي حكمها.
ماهي حكاية الضابط عبد الله عبد القيوم الذي ورد اسمه في الحملة؟
- عندما علم عبد الله عبد القيوم أن هناك ترحيل للفلاشا سافر إلى تونس لتبليغ الجامعة العربية, وكانت رحلته من الخرطوم إلى جده ثم إلى تونس, وجرى اتصال بالسلطات السعودية وتم احتجاز الطائرة وإنزاله, وكلفت بالسفر لآتي به للخرطوم, وسافرت وقابلت سعود بن فهد نائب رئيس الاستخبارات السعودية وقتها, وقالوا لنا أن هذا الشاب كويس لا تمسوه بسوء, وقدروا ظروفه ومشاعره, وحدث ذلك بالفعل ولم يصب بأذى وهو كان من ضباطي وكان من أحسنهم.
ألا ترى أن ما حدث كان جريمة؟
- لا أرى مشكلة في دخولهم ولا في ترحيلهم, أنتقد فقط عملية الإخراج فالرئيس ونائبه فقط هما اللذان كانا يعرفان, فكان يجب أن تتم دعوة أجهزة الدولة المعنية من مجلس الدفاع الوطني, ومجلس الأمن القومي, ومجلس الوزراء حتى نتفادى أن وزير الدفاع المشير سوار الذهب لم يكن يعرف, ووزير الخارجية هاشم عثمان لم يكن يعلم, ووزير الإعلام علي شمو لم يكن يعرف, ووزير الداخلية علي يسن لم يكن يعرف, ولانائب مدير الأمن كمال حسن أحمد ولا أنا مسئول الأمن الحارجي.
أتريد أن تقنعني أنك لم تكن تعلم؟ فكيف لدولة يحدث بها ما حدث دون علم جهاز الأمن ومسئول الأمن الخارجي تحديدا؟
- صمت... كنت أعلم... لكن هناك فرق من أن تكون تعلم ومشارك, ومن أن تكون تعلم وغير مشارك, فأنا في النهاية غير مكلف, ولا أستطيع التدخل طالما لم تصدر إلي الأوامر من رؤسائي.
هل الرئيس نميري إستلم أموالا من الأمريكان في مقابل هذه العملية؟
- لا لم يستلم
كيف يجازف الرئيس بسمعته في هذه القضية دون أن يأخذ مقابل؟
- فعلها في إطار العلاقات الإستراتيجية بين السودان وأمريكا.
كلامك يعني أنك لا تدين هذه العملية؟ّ!
- يهود الفلاشا أصلا مشكوك في يهوديتهم واليهود الأصليين هم اليهود البيض الذين رحلوا من مصر واليمن والعراق والمغرب, وأقول لك أن هناك أسر سودانية معروفة ولا داعي لذكرها أصلها يهودي مازالت بالسودان ولكنهم انصهروا في المجتمع وأصبحوا مسلمين, فلماذا نسأل على يهود جاءوا إلينا "ترانزيت", ولماذا لم تفتح ملفات يهود المغرب والجزائر والعراق وفي كل الدول العربية.
هؤلاء اليهود الذين تذكرهم نقلوا إلى تل أبيب دون علم أو تنسيق من الحكومات العربية مع أمريكا وإسرائيل, وربما رحلوا بطرقهم الخاصة أو بواسطة منظمات يهودية ساعدتهم؟
- كيف لا تعلم الحكومات العربية وأنت سألتني كيف تمت عملية تهجير الفلاشا ولم نعلم بها, بالتأكيد كانوا يعلمون. | |
|