الجبهة الوطنية العريضة
بيان من الجبهة الوطنية العريضة (لجنة التسيير)
لدعم انتفاضة حركة الشباب السودانية ـ شباب من أجل التغيير (شرارة)
أرفع ايدك عننا أرفع ***** لازم تفتح أضانك وتسمع
كل الحق الضائع بيرجع ***** لا بنخاف لا سيخ لا مدفع
أرفع صوتك قول للناس ***** نحن كرهنا الظلم خلاص
(اشرف ابوعكر)
أيها الشعب السوداني العظيم، نخاطبكم اليوم والوطن يمر بمحنة وطنية بلغت حد الفاجعة، بعد أن خسرت الدولة السودانية كل عنصر يمكنه أن يشكل ركنا من أركان الدولة المتعارف عليها. فالسيادة الوطنية قد أصبحت منتهكة ومستباحة. والأرض قد تناقصت من أطرافها، بل انفصل جزء عزيز منها وشكل دولته الخاصة به. والأجزاء الأخرى ليست بمعزل عن هذا المصير. والشعب الذي يشكل أس الدولة وأساس أركانها قد أنهكته الحروب، والمنافي، والمهاجر، والملاجئ، والنزوح. أنهكه الفقر، والجوع، والمرض، وفقد الشعب السوداني آماله، وأحلامه، وطموحاته في غد واعد وحياة أفضل.
منذ انقلاب الجبهة الإسلامية القومية المشؤوم واستيلائها علي السلطة الشرعية ليلة 30 يونيو 1989م. مرورا بحربائية مسمياتها المتعددة الوجوه. إن تاريخ الثلاثين من يونيو المشؤوم الذي شكل علامة فارقة في حياة شعب مناضل كان يتطلع إلي مستقبل زاهر بعد أن ربح معركته ضد نظام النميري الديكتاتوري. وفي ردة وطنية بلغت حد الخيانة العظمي أرجعت جماعة الإسلام السياسي المنغلقة علي نفسها الشعب السوداني إلي عصور الانحطاط، والظلام، ومحاكم التفتيش، والتخلف الاجتماعي، والإقصاء السياسي، والإبادة الثقافية.
نظام أحادى التوجه ظل وبطريقة ممنهجة يمارس كافة الأساليب القذرة ضد المواطن السوداني ومكوناته السياسية، والاجتماعية، والثقافية في محاولة يائسة ومحمومة منه لطمس هويته، وعاداته، وتقاليده، وموروثاته وفق رؤية المشروع الحضاري المنقرض، والتوجه الرسالي الفاسد الذي قسم البلاد جغرافيا إلي ديار مسلمين، وديار كفار، واجتماعيا إلي زنوج، وعرب واقتصاديا إلي أثرياء، ومعدمين، وسياسيا إلي متواليين، ومارقين. نظام دموي مخاتل فارق الموضوعية وبالتالي المصداقية عندما حاول فرض رؤيته الأحادية في إنكار متعمد وصارخ للتنوع الثقافي، والتعدد العرقي، والديني، واللغوي في محاولة منه للوصول إلي دولة الوهم المتجانسة ليربط قيمها بقيم السماء زورا.
أيها الشعب السوداني الأبي إن الأخطار المترتبة علي وجود هذا النظام واستمراره، تتعدى القهر السياسي، والتدمير الاقتصادي، والتفسخ المجتمعي، وتقطيع أوصال الوحدة الوطنية، وسياسة التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وأوكار ودهاليز التعذيب، إلي ما هو أخطر وأفظع، وهو برمجة وتخريب عقول أجيال المستقبل وتدجينها لخدمة أهدافه الشريرة من خلال أساليب النظم التعليمية الخربة القائمة علي الحفظ والتلقين، والمخاصمة لأسس التحليل والبحث العلمي الرصين، لخلق عقلية القطيع ليسهل تعبئتها إعلاميا، وشحنها دينيا في مواجهة الآخر المختلف، لتبرير القتل، والسحل، والتعذيب، والإبادة، والإرهاب، والعنصرية، وكل الموبقات التي لا تستقيم معها حياة الإنسان بوصفه إنسان.
إن دماء شهيد جامعة الفاشر الطالب (جمال الدين آدم مصطفي) ومن قبله شهيد كسلا (ياسر ناصر جابر) هي بداية النهاية لهذا النظام الدموي، وليس نهاية البداية كما يظن هذا النظام أن القتل، والسحل، والترهيب، والاغتصاب كما حادثة (صفية) فكل أدوات التخويف والإرهاب من اعتقال ومطاردة وقهر لست بقادرة أن تثني من عزيمة من يطلب الحرية.
إننا ندعو أنفسنا في الجبهة الوطنية العريضة ـ لجنة التسيير بمختلف مكوناتها، وقيادات الأحزاب الوطنية المعارضة، والنقابات المهنية، والاتحادات والروابط الطلابية، وكافة منظمات المجتمع المدني، والتنظيمات الشبابية، والجماهيرية، والشخصيات الوطنية، والاتحادات النسوية، إلي دعم الحركة الشبابية السودانية ـ شباب من اجل التغيير(شرارة) ـ ومساندتها في دعوتها للتظاهر في يوم الاثنين الموافق ٢١/٣/٢٠١١م المتمثلة في إسقاط هذا النظام. ومن هنا نطالب الاجهزة الامنية باطلاق سراح الناطق الرسمي للشباب الاستاذ / مجدي عكاشة، وجميع المعتقلين السياسين وسجناء الرأئ، كما نجدد الدعوة إلي الأحزاب السياسية إلي عدم الاستماع إلي ترهات النظام وأحابيله، ووقف الهرولة السياسية التي تخلق المزيد من الإحباط وسط الجماهير المتعطشة للحرية التي تنتظر دورة التاريخ الحتمية لتقول كلمتها النهائية في حق الطغاة الذين ساموه سوء العذاب. إن شبابنا السوداني الذي عاش في ظل هذا النظام الفاسد يستمد إلهامه من مخزون تجارب هذا الشعب الخاصة، وإرثه النضالي المتفرد الذي أزاح به ديكتاتوريتين عاتيتين. ولن تخيفه هذه الديكتاتورية المتسربلة برداء الدين الزيف، والعروبة المتوهمة. إن هذا التاريخ الذي ارتبط بفرحة عيد الأم سيكون الشرارة التي تحرق صنم الدكتاتورية لتحل مكانه صروح الديمقراطية، والحرية، والسلام.
عاش كفاح الشعب السوداني.....
احمد عباس ابوشام
رئيس الجبهة الوطنية العريضة ـ لجنة التسيير ١٧ مارس ٢٠١١م