الحمدلله الذي أثبت مِصداقية ما أكتبه بـِمُذكراتي - في تسريبات ويكيليكس فقد أشرت في هذا الرابط :-
إلى أن العقيد (م) محمد الامين خليفه أحد مُنفذي إنقلاب الكيزان المشئوم قد أبلغني في لندن بأنه وزميله في المجلس الانقلابي بكري حسن صالح أبلغا عمر البشير صراحةً إعتراضهما على تعيين الفاتح عروه مستشاراً أمنياً له وأنه ما ذهب لمقابلة الترابي أو البشير إلا ووجد المذكور يُوسوس لِكلاهِما !! وقد اكدت تسريبات ويكليكس أن سدنة الانقاذ لا يثقون بالفاتح عروه المشهود له بالخيانه فقد خان سيده وولي نعمته اللواء عمر محمد الطيب وخان وطنه حين إتصل ونسق مع الموساد لأجل جريمة ترحيل اليهود الفلاشا لاسرائيل فقد أوردت (ويكيليكس) بالنص الآتي :-
http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-30783.htm
وقال المصريون لدينق الور ان الرئيس السوداني بات معزولاً مع مجموعة صغيرة من العسكريين الموالين له في الجيش ولكن ليس لديهم سلطات كبيرة فيه. وأثناء الاجتماع عرج النقاش على محاولة الرئيس عمر البشير الأخيرة لاستبدال صلاح قوش باللواء الفاتح عروة بعد الإعلان عن ترقيته تمهيداً لتعيينه رئيساً لجهاز الأمن الوطني وقد وجد البشير مواجهة من علي عثمان ونافع علي نافع و بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين أكثر المُواليين له حيث أكدوا له أن تعيين الفاتح عروة يعتبر خط أحمر للحزب فاضطر البشير إلى سحب قراره ذليلاً بعد 24 ساعة. وقال الرئيس مبارك لدينق الور أن أي رئيس عندما يخطئ يقوم باصلاحه ولكنه ينتظر لفترة ليؤكد أن الأمر بيده ولكن البشير لا يفعل ذلك.
السؤال هو لماذا يستعين الكيزان بخونة الأوطان ؟؟ أدع الاجابة لفطنة القراء الكِرام وقبل أن أعود لمواصلة المُذكرات أرجو من أبناء الشعب في قواته النظاميه كافةً و اللذين رأوآ باُم أعينهم ما آل إليه حال سوداننا الحبيب في عهد الكيزان أن يحموا أخوانهم وأخواتهم في جمعة القصاص المُزمعه في الحادي والعشرين من شهر اكتوبر الحالي والتي أشرت إليه تفصيلاً في مقالي هذا :-
وقبل دخولي في العمليات التي نفذها الجهاز أرجو أن أشير إلى أن الجهاز وبقوته البشريه التي لا تتعدى حجم الكتيبه مع سلاح شخصي لا يكفي لنصف القوه و إمكانيات ماديه محدوده – كان حتماً عليه أن يعتمد بنسبة 10% فقط على عمليات الاختراق التي ينفذها عناصره سِواء أكانت بتسلل عبر سواتر غير شرعيه أو عبر زرعهم داخل التنظيمات المُعارضه (وسأضرب أمثله حيه لذلك) – أما ال90% الباقيه من معلوماته فيستشفها عبر الآتي :-
1- قنوات إتصاله مع المخابرات الاميريكيه ويُشار لضباطها ب(الأصدقاء) والمخابرات المصريه (الأشقاء) و التنظيمات المُعارضه المقيمه بالسودان كجبهة الانقاذ الليبيه وحركات التحرر الأريتريه والتنظيمات التشاديه وغيرها ويُشار لهم ب(الضيوف)
2- المصادر المفتوحه :- وهي وسائل الاتصال الجماهيري من صُحف ووكالات أنباء وإذاعات دوليه وإقليميه حيث يتم رصدها وتحليلها ثم التوصيه للقياده السياسيه بكيفية التعامل مع ما ورد فيها
3- التنصت على المُكالمات الهاتفيه للمشكوك في ولائهم وأيضاً على قادة الوحدات العسكريه وضباط الجيش ذوي الشعبيه وسط القواعد
4- وأخيراً والأهم (الثرثره) – للأسف نحن شعب ثرثار وغالبيتنا لا حِس أمني له ألبته !! مع إبتلاء البعض بأمراض الحسد والغيبة والنميمة والمُباهاة .. والثرثارون لا يُعتبرون مصادر للجهاز ولا يكلفونه أي أعباء ماليه – وإذا تأملنا فيما ورد بتسريبات ويكيليكس نجد أن رموز الكيزان كالدكتور مصطفى إسماعيل و اللذين نقل عنهم القائم الأمريكي ما قالوه له ، ليسوا ثرثارون فحسب بل خونه من الدرجة الاولى ولكن من يُحاسب من ؟؟ فرئيسهم مُطارد ومطلوب للعداله الدوليه ويعتقد بتقريبه للجواسيس والانتهازييين سينال رضا الرأي العام العالمي ولكن هيهات فجرائمه وإنتهاكات زبانيته وجنجويده مُوثقتان في أضابير الهيئات الدوليه والمُنظمات الحقوقيه ولا بد من لاهاي وإن طال الهروب
5- المصادر اللذين يُحندهم الجهاز عبر الوسائل المعروفه من ترغيب وترهيب أو اللذين يأتون طواعيةً من الاحزاب التي حالفت مايو وأكثرهم نشاطاً كانوا أعضاء جبهة الترابي الذي كان يشغل منصب مُستشار النميري حينذاك
-6عبر مُراقبة وإختراق العائلات الأجنبيه المُقيمه بالسودان وكمثال هنالك أربعه عائلات ليبيه مقيمه في السودان منذ أمد بعيد ولكنهم بالطبع على إتصال بوطنهم الأصلي وهي عائلات أبوصفيطه وآل النفار وآل بوبدريه وآل الجويلي وفي الحقيقه لم تكن لديهم أي علاقه بالمخابرات الليبيه ولكن لخلافات فيما بينهم فقد أبلغنا يونس الجويلي بأن علي السنوسي النفار وجمال على بكار يعملان لصالح المخابرات الليبيه ويُسافران باريس للقاء ضباطها وللأسف ورغم أننا كنا واثقين أن لا علاقة للشاب جمال بالمخابرات الليبيه إلا أنه وإرضاءاً لمصدرنا يونس الجويلي ((والذي كان يمدنا بأخبار واسرار العائلات الليبيه المُقيمه بالسودان وكذلك ما يخفيه عنا أعضاء المعارضه الليبيه واللذين تمكن من كسب ثقتهم بسبب علاقة والده بنائب رئيس الجبهه حينذاك الحاج غيث عبدالمجيد سفير ليبيا الأسبق بتشاد)) فقد تقرر التحفظ على جمال لفتره لم تطول بسبب توسط وضمانة قريبه رجل الأعمال المعروف عبدالرحيم بوبدريه والذي تربطه علاقات صداقه مع كِبار المسئولين حينذاك - وللامانه والتاريخ فلم يكن للليبيين المُقيمين بالسودان بإستثناء يونس الجويلي أي نشاطات إستخباريه وثرائهم نابع من مُتاجرتهم ب(الكتكت) العمله التشاديه والتجاره العموميه كما سُمعتهم الاخلاقيه مُمتازه – وهنالك أيضاً اُسر سودانيه كثيره أصلها مصري كالعتبانيه والقبانيه إلا أنهم والحق يُقال كان ولاؤهم للسودان اللذين يحملون جنسيته ويتشرفون بالانتماء إليه ومنهم من تبوأ أسمى المناصب في العهود المُتعاقبه - ولكن المُخابرات المصريه ورغم التكامل الامني بين جهازي الأمن في البلدين حينذاك إلا أنها كانت لا تكتفي بما تتبادله من معلومات وفق قنوات الاتصال المخابراتيه المُقننه حيث أثبتت تحرياتنا ومُراقبتنا لضباطها بقنصليتها في الخرطوم أن هنالك اُسره مصريه وافده من مصر (وتحديداً من مُحافظة المنصوره) يعمل مُعظم أفرادها كجواسيس لوطنهم الأصلي مصر ويستخدمون أحط السُبل والوسائل في التغرير بالمسئولين وجمع المعلومات ورب الاسره هو شمس الدين إبراهيم صاحب معهد الشمس لتعليم الطباعه على الآله الكاتبه باُم درمان والذي كان مُتخصصاً في تعليم الصائعات فنون الهِشِك بِشك ثم يقوم بزرعهم في مكاتب كبار المسئولين حتى يتكفلن بإغوائهم ثم جمع المعلومات منهم – وقد تمكن المذكور من تجنيد مُعظم أفراد اُسرته وعلى رأسهم شقيقه الصحفي المعروف سعدالدين إبراهيم وشقيقته جليله وزوجته (التي طلقها مؤخراً) جميله وإبنه غاندي شمس الدين ابراهيم (المُقيم حالياً بنيويورك) وإبنه إبراهيم المُقيم في جده بالسعوديه وقد كشفت جمعية ضحايا جواسيس المُخابرات الأجنبيه خيانتهم ونتانتهم ووثقتها للتاريخ في موقعها بالرابط أدناه :-
7- هنالك وسيله لم ندرسها ولكنها من إبتكار رئيس شعبة ليبيا المقدم حيدر حسن أبشر والذي بذكائه توصل إلى أن النظام الليبي يُستغل مُعاناة أهل دارفور وتهميشهم من المركز فيجندهم في لجانه الثوريه وجيشه العربي وحيث أن أبناء الغرب عموماً مُتدينين ولا يحلفون كاذبين على المصحف فقد أمر سيادته وحدة أمن المطار بإستلام جوازات كل العائدين من ليبيا ومنحهم إيصالات لاستلامها من رئاسة الشعبه وعندما يحضرون لاستلامها مِنا ، كنا نطلب منهم القسم على المصحف الشريف بقول الحق قبل التحقيق ولذا كانوا يقولون الحقائق حتى ولو على أنفسهم ولم يتهمنا أياً منهم بتعذيبه بعد الانتفاضه حيث أننا لم نـُعذبهم فعلاً وإبان عملي بالاستخبارات العسكريه سألت أحد مصادرنا باللجان الثوريه والذي كان أحد من فتحوا البلاغات ضد الرائد ربيع أحمد الريح عن فعلته خصوصاً أنني أشهد بأن الرائد ربيع طيب لحد السذاجه ولا يُعذب أحداً فقال لي ضاحكاً :_((هذا صحيح ولكن كنا نريد أن ننتقم من أعضاء الجهاز فإخترناه من دونكم لأنه قصير وبدين وعيونه ضخمه وشكله يوحي بالفظاظه خصوصاً عندما يضع الكدوس على شفاهه الغليظه والأهم أسئلته لنا في التحقيق والتي لم تكن توحي بتاتاً بأنه ذكي ولذا سيورط نفسه في تحقيقات الشرطه مما سيمنعه من مقاضاتنا بتهمة إشانة سُمعته إضافةً لأنه كما تعلم ليس لديه القوه البدنيه مثلكم حتى يتعارك معنا)) ولم أستغرب فأعضاء اللجان الثوريه السودانيه كانوا جُبناء يسعون لإرضاء المسئولين الليبيين عنهم عبر إفتعال معارك مع ضباط بالجهاز لا حول لهم ولا قوه وأذكر أنه وإبان مُظاهرات الانتفاضه شاهدني في شارع الجمهوريه المدعو فايز جبريل والذي (و إبان عملي بالجهاز شاركت شخصياً في التحقيق معه) ولكنه لم يفتح فمه معي لأنه واثق أنني سأقفله له للأبد ولكنه وما أن شاهد النقيب محمد المصطفى والشهير ب(شبانه) في موقع آخر إلا وإستغل ضعف بنيانه الجسدي وضربه ضرباً مُبرحاً ثـُم صب عليه جالون بنزين ليحرقه ولِحُسن الحظ كان أحد جنود القوات المُسلحه ماراً بالصُدفه وشاهد الحدث فأشهر سلاحه وأنقذ شبانه من موت مُحقق – الرائد ربيع والنقيب شبانه زملاء أعزاء وتربطني بهم صداقه وطيده بل تتخطي معرفتي بربيع الجهاز حيث أعرف أسرته وزوجته المرحومه نعمات ويعتبرني كأخيه الأصغر ولا أشك في وطنيتهما وإخلاصهما لشعبهما - ولكنني أرى أن تكون القوه الجسمانيه والشجاعة القتاليه من ضِمن الشروط التي يجب توفرها في أعضاء أجهزة المُخابرات بالعالم الثالث ... في العالم المُتقدم لا تشترط أجهزة المخابرات ذلك (كما رأينا في إعلانات السس آي إيه والإم 15 مؤخراً وتحديداً بعد أحداث سبتمبر حيث لم يكن يتم الاعلان عن الوظائف قبلها ) ولهم العُذر فعنصر المخابرات عندهم لا يُحقق ولا مكتب له ليراه الناس وإنما يجمع المعلومات بالساتر المرسوم له ولكن عندنا فضابط المخابرات هو الذي يلتقي المصادر لجمع المعلومات وهو الذي يعتقل المطلوبين وهو الذي يُحقق معهم والكل في الحي والمدينه وربما السودان كله يعلم بأنه يعمل في الأمن !! ولذا حتما سيتعرض لمخاطر ومُضايقات و من باب أولى أن تتوفر فيه القوه العضليه والروح القتاليه لحماية نفسه والمعلومات التي بحوزته خصوصاً وهو يُمثل هيبة السُلطه وأي تحقير له أو إنتقاص من كرامته ينعكس سِلباً على المؤسسه العسكريه ككـُل .. آفة الأجهزه الأمنيه وسبب كراهية الشعوب لها - هم من يلتحقون بها لتعويض نقص رجولتهم وقِلة حيلتهم البدنيه بالكارنيهات التي يحملونها أما اللذين يدخلونها وهم لا يخافون غير ربهم فهؤلاء يُحققون فيه نجاحاً باهراً حيث العمل يتطلب الشجاعه والجُرأة مع روح الزمالة الحقه والحمدلله منذ دخولي للجهاز وحتى خروجي منه لم أتشاجر مع أحد وأصل معه مرحلة الضرب ، أما قبل الجهاز فتاريخي في مدينة مدني الحبيبه حافل بالمعارك ومنها ما وصل المحاكم الجنائيه حيث كنت المتهم الأول في الإعتداء بالضرب ونزع سلاح جندي الأمن العام حينذاك أنس خالد عشريه وزميل له ورغم خطورة البلاغ المفتوح ضدي وثبوت التـُهمة بالشهود ، إلا أن المحكمه الموقره راعت لوضعي كطالب مبعوث من مؤسسه حكوميه للدراسه بمعهد الدراسات الاضافيه بجامعة الخرطوم ولِشهادة قريبي رجل الأعمال المعروف الرشيد أبومرين لي بحُسن الخــُلق وأيضاً لِصِغر سني حينها و حكمت علي بحُسن السير والسلوك لمدة عام وفي حالة الاخلال السجن لستة أشهر ويشهد على صِحة الواقعة ضابط الامن العام في مدني حينذاك محمد أحمد بحرالدين والذي تشرفت بالعمل معه فيما بعد بالمخابرات الخارجيه بجهاز امن الدوله وقد كان سيادته يُسميني ب:- (حاج موت) وسبب التسميه أنه وبعد حُكم المحكمه أعلاه بفتره وجيزه ، رآني بإم عينيه مطعوناً في مُستشفى مدني وميئوساً من بقائي على قيد الحياة مما حدا بالشرطه لاحضار القاضي المُقيم ليأخذ مني أقوال المُحتضر .. ولكن الاعمار بيد الله فقد عشت ليراني ثانيةً ضابطاً تحت إمرته ويشهد الله فقد كان لي نعم القائد و الصديق فالتحية والتقدير له أينما كان
8- هنالك معلومات هامه تصلنا بسبب الخلافات الاُسريه فالمدعو محمد كافي المُتهم الأول في قضية المتُفجرات الشهيره والذي أنقذته الانتفاضه من حبل المشنقه لم يكن للجهاز أي علم بمؤامرته بل فاجئنا وأبلغنا بها عمه (الطريف أنه وعندما تقرر أن تحول للقضيه للقضاء حتى يعرف الرأي العام الدولي بمؤامرات النظام الليبي ضد السودان- أصدر وكيل النيابه الذي تولى التحريات فيها أمراً قضائياً بإطلاق سراح فتى صغير كان من بين المُعتقلين اللذين سلمناهم له وإسمه أيضا محمد كافي وهو إبن شقيقة المتهم الأول وعندما وصل الأمر لشرطة الخرطوم شمال حيث يقبع المُتهمين في حراساته - تنازل الفتي الوفي عن حريته لخاله الذي يواجه عقوبة الاعدام فخرج الخال طليقاً ولكنه ولسوء حظه ذهب أولاً لمنزل عمه فرحاً حيث لا يدري أن عمه هو من أوشى به ، فإتصل بنا عمه وعلى الفور تم إعتقاله مُجدداً وتقرر التحفظ عليه بزنازين الجهاز لحين مُحاكمته ) .
وإلى اللقاء في الحلقة القادمه