بسم الله الرحمن الرحيم
القصيدة الأولي
الراوي الحسن ودقرشي
فاتونـــــــــــــــــــــــــــــــــــي أهــل الجيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل *** بنهـــــــــــــارهم صائميـــــن وليلهـــــــــم التهليــــــــــــــل
وآ لومـــــــــــــــــــــــي ياخليــــــــــــــــــــــــــــــل
عزيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ياجليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل *** نافــــــي الوالديـــــــــــــن الزوجــــــــــــــة والنجـــــــــــــــــــــــل
وكــــــــــــــــــــــــــــــــــــذلك الشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريك *** فــــــــــــــــــــــــي حقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك مستحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
فــــــــــــــــــــي الذات والصفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــات *** والأفعــــــــــــــــال ماليـــــــــــــــــــــــــــــك مثيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
بدأ الراوي متحسراً علي سبق أهل جيله وإخوانه في الطريق في قطع المقامات مستنهضاً همته في اللحاق بهم وكان دأبهم الصيام في النهار والتهليل في الليل .. إبتدر كلامه بالثناء علي الله عز وجل ذاكراً الأسماء والصفات والأفعال وما هو واجب في حقه وماهو جائز وماهو مستحيل وكل ذلك في بضع أبيات سهلة الفهم تُغني السالك عن الدراسة الطويلة والمعقدة الأسلوب وليس من ورائها طائل ومؤلفها غير متذوق لما كتب ..
ثنيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت يازميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل *** علي من في الخلق مُرسل بكلمة التهليل
الخُلفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرام *** الستـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ذو التبجيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
صُحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبه التابعيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن *** جيـــــــــــــــــــــــــــلاً مـــن بعــــــــــــــد جيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل
بعد ذلك أثني علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم الذي أتي بكلمة التوحيد لإخراج الناس من الظلمات إلي النور ، بعد ذلك عرج علي ذكر الخلفاء الذين إتبعوا أثر النبي صلي الله عليه وسلم والصحابة التابعين وتابعي التابعين ..
طاهريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن النفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوس *** صادقيــــــــــــن المودة الحُذق الكـــــــــــــــــــــــــــؤوس
كامليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الأدب *** فــــــــــــــــي حضــــــــــــــــــــــــــــــرة الجلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوس
باذليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الهمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم *** فـــــــــــــــــي طاعـــــــــــــــــــــــــــــــــة القــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدوس
بعد ذلك ذكر الغرض الذي من أجله أنشأ القصيدة وهي سرد الأفعال والمجاهدات التي يجب أن يتحلي بها الشيخ الصادق وأولاً بتطهير النفس من الصفات السيئة من حقد وحسد وكراهية وحب للدنيا ، ثم صدق المودة وإكتمال الأدب مع جميع الخلق حتى يتأثروا بتلك الآداب العالية إقتداء بالمصطفي عليه افضل الصلاة والسلام ( إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فأسعوهم بأخلاقكم ) ويكون التخلق بالأداب النبوية والمودة الصادقة ببذل الهمة في توالي الطاعات في ذكر الله عز وجل ...
هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم أهــــــــــــــــــــــــــــل الحيــــــــــــــــــــــــــاء *** أعمالهــــــــــــــــــــــــم لله نافييـــــــــــن الريــــــــــــــــــــــــــــــــاء
هــــــــــــــــــــــــــــــــــــم أهـــــــــــــــــــــــــــــل الــــــــــــــــــــــــــــــورع *** وهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الأتقيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
وعلـــــــــــي البــــــــــــــــلاء صبوريـــــــــــــــــــــــــــــــــن *** وكمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان رواسيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
والحياء كله خير ، أن تستحي من أن يراك الله في مانهاك عنه ويفتقدك فيما أمرك به وأن تخلص في جميع أعمالك لله من شبهة الرياء وأن تلتزم الورع في المطعم المشرب ، القول والفعل إلي أن يصل إلي مرحلة التقوي وبوصوله هذا أصبح في حالة تعلم دائم ( وإتقوا الله ويعلمكم الله) كما أصبح لا يجزع من أنواع البلاء الذي ينزل عليه سواء كان في الجسد او أذي يصله ممن حوله من الأهل والأقارب ، فأنظر أذي إبراهيم من أبيه ، ولوط من زوجته ، ونوح من زوجته وإبنه ، وآسيا من زوجها فرعون ، وأيوب ويعقوب ويوسف ...
أساس الطريق بُني علـــــــــــــي أربعــــــة *** صمـــــــــــــــــتاً وإعتـــــــــــــــــزالاً وأن لا تشبـــــــــــــــــعَ
الذكــــــر بخشـــــــــوع ده تمــام الأربعـــــــة *** وطريق القوم ياراغب بزهـــــــــــــــد الأمتعــــــة
الصمت أن تكون صامتاً إلا عن ذكره صامتاً عن الغيبة والنميمة والقيل والقال وزرع العداوة والبغضاء والإعتزال يكون بمعرفة وبغرض التفرغ للذكر حتي لا يشغله الآخرون ، ومداومة الجوع حتي تتأدب النفس وتنكسر حدتها وشرهها وأن يخشع عند الذكر بتفريغ قلبه عن كل مايقطعه عن ربه من أهل ومال ودنيا وأن يزهد في كل ما سوي الله عز وجل ..
ده طريــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق الملـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوك *** وحيــــــــــــاة التصـــــــوف ياراغــــــــــب السلــــــوك
أن تعبد إلهك خالص بلا مشــــروك *** حيــــــــن النــــــاس يروك وحينـــــــــاً لا يــــروك
أن تعبـد إلهــك باللغة والإصطــلاح *** أوفـــــــي بما أمــــــــــــــــــــــــرت ودع مالايُبـــــــــــــــاح
السير المُنجي المن فعله النجــــــــــاح *** وعلي الكتاب والسنة هذا عين الصلاح
وهذا النوع من التربية والأدب لا يختص به إلا الملوك ونقصد بالملوك الآداب التي يتحلون بها والتي تميزهم عن عوام الناس فأصبحت مضرب للأمثال يسعي الناس للتخلق بها لذا كان إنتهاج الطريق رغبة لا رهبة ، وأول أدب فيه أن تعبد إلهك عبادة خالصة من شوائب الدعوي والتكلف عبادة معروفة باللغة المتداولة والشرعية وعبادة إصطلاحية يعرفها من إختصه الله عز و جل وهذه العبادة تبدأ بأن توفي الأوامر بإجتهاد وعزم وتنتهي عن ما نهاك عنه وأن تترك كل مافيه شبهه إلتزام بما أمر به الله عز وجل علي لسان نبيه (ماجاءكم به الرسول خذوه ومانهاكم عنه إنتهوا) وماالنجاة والفلاح إلا في إتباع الأوامر وإجتناب النواهي ....
فوضـــــــــــــــــــــــــــــوا أمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرهم لله *** توكــــــــــــــــــــــلوا وكــــــــــــــــــــان في عونهـــــــــــــــــــــــــــــــــــم
باكيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن خاشعيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن *** خُضـــــــــــــــــــــــــــــــــع فــــــــــــــــــي بذلهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
نالـــــــــــــــــــــــــــــوا القُــــــــــــــــــــــرب نالـــــــــــــــــــــــــــــــوا *** الرضـــــــــــــــــــــــــا مـــــــــــــــــــــــــــــن ربهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم
التفويض في الأمور والتوكل علي الله عز وجل ، والتوكل يستوجب الحب من الله و (والله يحب المتوكلين) والبكاء والخشوع (عين ٌ بكت من خشية الله) إن تخشع وتخضع في بذلك وعطاءك لعباد الله وتذلل لهم حُباً لله عز وجل وأن تكون من الموطؤون أكتافاً الذين يألفون ويؤلفون هذه هي الأخلاق التي تستوجب بها الرضا من الله عز وجل ..
زهدوا الدنيــــــــة وقليـــــــــــــــــــــــــــــــــل القوت *** رضـــــــــوا بــــــــــــــــــــه منــــــــــــــــــــــــها القناعـــــــــــــــــــــة
الـــــــــــــوآلــــــوا الخـــــــــــــــــوف مــــــــــــــــــــن الله *** ودوام الرهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبة
فــــــــــــــــــــــــــــي كــــــــــــلا الحالتيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن *** الرخــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء والشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة
الزهد والقناعة والرضا وتوالي الخوف والرهبة النابعة من المحبة في الرخاء والشدة ..
بخلـــف النفـــــــــوس وينيـــــــــــــــــــر فؤادك *** يضـــــــــوي كالشُعــــــــــــلــــــة الفانــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوس
وبــــــــــــــــــذاك النـــــــــــــــور تُشاهـــــــــــــــــــــــــــــــــــد *** مــــــــــــــــــــــــــــــــــعنيً كـــــــــــــــــان يــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلوس
ايضــــــــــا كـــــان مُــــــــــــــحجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب *** عـــــــــــــــــــن أعيـُـــــــــــــــــــــن الـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرؤوس
ليس كل العلوم يُدركها العقل وتحيط بها الحواس فهنالك علوم ومعارف لا تُدرك إلا بنور المعرفة التي يستوطن القلب بعد أن يستنير بالذكر (ماوسعتني أرضي ولا سمائي ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن ) والإنسان قلب أذا صلُح قلبه صلُح سائر الجسد وبنور القلب هذا يُدرك علوم لا يُدركها العقل ولا تعرفها العيون لأن الله جعل لكل مؤمن عينان في قلبه يُدرك بهما ما لاتُبصره عيناه فإذا أراد بعبده خيراً فتح له عينا قلبه كما قال الشيخ احمد الشايقي (في وسط اللب أفتح لي عيون)..
لكـــــــن ياحذيـــــــــــــــــق لابــــــــــــــــد مـــــــــــــــــــــــن *** مُـــــــــــــــربي ويكــــون عارف الطريــــــــــــــــــــــــــــــــق
لأن السير بهذا لابد من مُعيــــــــــــــــــق *** والشيـــــخ المربي يدل علـي مايليـــــــــــــــــــــــــــق
لكن أيها السالك المجتهد الجاد السير لابد لك من مربي خبير بوعورات الطريق وعثراته ومهالكه ويكون خبيراً في ذلك (الرحمن فأسأل به خبيرا) (وأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) لانه لابد من إعاقات وعثرات ومهالك سوف تواجهك أثناء السير ثم تأمل كلمة (يليق) تجد هذه الكلمة غاية في الدقة والبراعة لأن كل مايُصادفك من مواقف الشيخ الخبير سوف يدلك علي مايليق بهذا الموقف ...
قد جاء الطريق من رب العالميــــــــــــن *** وإلي المحفوظ جبريل لخاتم المرسليــــــن
وإلي الإمام علي ده أمير المؤمنــين *** وإلي الحُسين وإبنه علي زين العابديـــن
وحتي يكون السالك متبع عن معرفة لا عن جهل وعمي لابد أن يكون علي بينة من أتباعه بمعرفة السند الصحيح للطريق (إتبع سبيل من أناب إلي) (وقل أن كنتم تحبون الله فإتبعوني يُحببكم الله) ...
صلــــي سلــــــــــــــم ياقيـــــــــــــــوم وعلـــــــــــــــــي *** النبــــــي وآله وصحبـــــه في كل يـــــــــــــــــــــــوم
ودقرشي الحسن الألف المنظـــــــــــــوم *** عشمان في الكرام يدرجوه في القــــــــــــــــــــوم
وخير الكلام مابُدأ بإسمه وخُتم بالصلاة علي نبيه...