حوار: نادية عثمان مختار
القيادية بحزب الأمة القومي د. مريم الصادق المهدي حدثتها عن رغبتي في إجراء حوار صحفي بعيداً عن السياسة فضحكت وقالت: ( هو في كلام ما فيهو سياسة)؟!.
فجاء حديثها خليطا من انشغالها بالسياسة ومجموعتها الإعلامية (تواصلنا) .. ومشاعرها كإبنة للمهدي وعشقها لـ(عادل) زوجها الذي ترفض أن تشاركه مع أخرى واستنجادها بشقيقها عبد الرحمن مساعد رئيس الجمهورية التقيناها فكان هذا الحوار الصريح.
أي الألقاب تحبين المناداة به د. مريم، بت المهدي، أم المنصورة؟
اولا مرحبا بصحيفة السوداني المتميزة في دار حزب الأمة وهي ذات الحضور القوي وأرجو لها المزيد من التفوق مع كل ما واجهتها من عقبات، ثانيا لا أحب كلمة الألقاب وأول ما يتبادر الى ذهني عند سماعها قوله تعالى ( ولا تنابذوا بالألقاب بئس الإثم الفسوق بعد الإيمان).
ولكن لك عدة أسماء ينادونك بها؟
(بت المهدي) تسمى به أختي طاهرة، أما الاسم الذي أنحاز له وأحبه فهو (مريوم) و(الدكتورة) لقب لا أحبه لكنني تصالحت معه أيام عملي في جيش الأمة للتحرير وأصبح اسمي الرسمي، أما (المنصورة) فهو اسمي في شهادة الميلاد، وهو اسم مركب (مريم المنصورة) ولكن والدي يناديني ( أم عيسى).
والدك الصادق المهدي أطلق عليك اسم مريم المنصورة ؟
والدتي رأت في المنام أن بنات المهدي جاءتهم بنت وأسموها مريم ووالدتي قبل حملها بي كانت قد تعرضت لعملية إجهاض عاصف مكثت على إثره ستة أشهر في المستشفى لدرجة أن قال واحد من الاخصائيين بأنها لن تنجب ثانية.
أنت الإبنة الكبرى بين أشقائك؟
نعم فقد ذهبت والدتي للدكتور احمد ابو الفتوح حينها وتم علاجها ومن بعد ذلك أنجبتني وأشقائي وراء بعض حيث لا يفرق بيننا سوى عام ويزيد قليلا فبيني وشقيقي عبد الرحمن ثلاثة عشر شهرا.
في الآونة الأخيرة قللتِ من ظهورك الإعلامي وكأنما لك موقف سلبي تجاه الصحف ومصداقيتها أم ماذا حدث؟
لا لم أفقد المصداقية لكنك تعرفين أكثر مني الظروف الصعبة التي يعمل فيها الصحافيون فهم لا تشرق شخصياتهم كثيرا إلا في حال وجدوا لهم مكانا خارج السودان أو عملوا من داخل السودان مع صحف تصدر خارجه لكي يعبروا عمن يكونوا.
كيف؟
لأننا نحن واقعين في دولة شمولية ورئيس التحرير لكل الصحف واحد بموجب الرقابة القبلية والبعدية رغم مايأتيهم بين الفينة والأخرى من اعلانات عن توقف هذه الرقابة.
تتابعين أخبار السودان في الصحافة الغربية والعربية أكثر من السودانية؟
أنا أتابع الشأن السوداني حيثما كان وفي الغالب عن طريق الانترنت حيث اطلع على أعمدة الكتاب وما يكتب في الصحف المحظورة ولذلك فالانترنت يأخد مني وقتا كبيرا في القراءة كل يوم.
علاقتك مع الإعلاميين جيدة من خلال مجموعة (تواصلنا) التي تجمع ألوان الطيف الإعلامي بمختلف أيدلوجياتهم حدثينا عن ذلك؟
من فترة طويلة تربطني علاقات مع عدد من الإعلاميين والسياسيين والحركات المسلحة وكوادرنا ومن المجتمع المدني وحتى ناس المؤتمر الوطني جميعهم كنت أتواصل معهم من خلال الايميل و.....
مقاطعة ...تراسلين ناس المؤتمر الوطني؟
مابراسلهم طوالي لكن عندما يكون هنالك أمرا لابد من أن يعرفوه (فبطلعها من ذمتي كدا).
تراسلينهم على مضض؟
ليس على مضض ولكن نحن بيننا استقطاب حاد وأنا أعرف أنهم لا يسمعونني بقلب وعقل مفتوح و.....
مقاطعة .. وأنت تراسلينهم على أي أساس هل بدواعي تغليب المصلحة العليا للبلد مثلا؟
أصلا تغليب المصلحة العليا لأنهم أناس ممسكون بزمام الأمر، حتى ناس مسؤولون في جهاز الأمن أتيحت لي أن أجد إيميلاتهم أيضا أراسلهم ولكن ما طوالي ولا أزعجهم ولا أرسل لهم التحليلات التي تدينهم كمتهمين وكدا.
وما الذي ترسلينه لهم؟
بيانات مهمة أو معلومات منا أو من غيرنا ففي اعتقادي أننا جميعنا في وضع مهددون في بقائنا، والسودان سيد الاسم الذي ندعي جميعنا أن هدفنا إسعاده والحفاظ عليه سيذهب!
كيف؟
لأن أخطر ماهو حادث الآن هو أن أشد العداوة هي بيننا؛ لذلك فعندما يقولون إن هنالك مهددات خارجية يظهر الأمر بشكل مضحك.
(هم عمرهم ما بعاينوا للمهدد الخارجي)
يرى البعض أن الصحافيين والإعلاميين في مجموعتك (تواصلنا) تربطهم بك علاقة صداقة قوية الأمر الذي يجعل انتقادهم لمواقفك السياسية محرجا بعض الشيء ماهو ردك؟
صاح كلامك ودي واحدة من حاجاتنا نحن كسودانيين لذلك فهذه مجموعة متفقة على أننا مختلفين ويجب أن نتعامل وفق هذا الاعتراف، ومعروف أننا من ثقافة تقول إن الاختلاف مضاداة أي أن من يختلف معي (يضاديني)!
تقصدين أننا من ثقافة يفسد فيها الاختلاف للود ألف قضية؟
بالضبط بينما واقعنا وموجهاتنا النفسية تقول بعكس ذلك فالرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: (اختلاف أمتي رحمة) ونحن بالذات في السودان دون الآخرين نتعامل وفق أننا لا أقول حديثا يختلف عنك إلا لأنني ضدك!
ثم؟
هذا ما نريد تغييره لأنها جعلتنا أناس غريبين ومصرين على الادعاء على أننا واحد، ومن لا يقول إنه مثل الآخرين نقوم بتجريمه؛ وتجريمنا لبعضنا البعض وصل بنا للمحطة التي أوصلنا لها السودان.
وضحي أكثر؟
مثلا التعاطي والتناول لإخوانا في الجبهة الثورية جعلت الناس لا يرون أن هؤلاء أبناء وبنات بلد لهم مطالب وزعلانين وهؤلاء ليس كدولة أخرى تأتي من الخارج والتعامل معهم بهذه الطريقة مرفوض وعيب في حقنا كلنا لكننا نرفض فكرة آخر يعبر عن غضبه و....
مقاطعة .. الرفض ربما يكون لشكل التعبير عن هذا الغضب، خاصة وأن ثمة حوار كان قد بدأ بينهم والآخر المختلف؟
نحن نعلم أن هذا الحوار لم يأت إلا بضغط من الأجنبي بحسب القرار (20/46) في مايو من العام 2012م ومعروف أنه طالما فشل اثنان في التفاوض فأي آخر يجد مساحته للتدخل لذا يجب علينا ألا نجرّم الآخر وهو لديه مصلحة في مسألة (فرّق تسُد) وهو يجد مصالحه في ضعفنا وهذا ليس غريباً ولا مدهشا ولا جريمة ويقولون لنا اسرائيل وما الذي ستفعله اسرائيل لو لم تفرقنا وتضعفنا وهي جسم دخيل و(دي شغلانيتا تعمل كدا) وهي تريد أن تجد لها وجودا وهذا عادي وغير مدهش!
كيف تواجهين الشائعات التي تحاك ضدك؟
ضاحكة .. والله ده سؤال صعب خلاص لكن لاني اتطورتا
اكتسبتي مناعة ضد الغضب من الشائعات؟
بعد دراستي لعلم النفس بعتقد أنني لو فقدت الإحساس بالتفاعل مع الآخر معنى ذلك أنني قد فقدت الإيمان به وأنا مؤمنة بقوله تعالى(وهل جزاء الإحسان إلا الأحسان) وموقنة أن السودانيين أهل إحسان وبالتالي لا أفقد الأمل فيهم.
هل تحسبين نفسك إنسانة مثالية؟
لا لا مازولة مثالية ولكن شايفة الخير حقيقة ومصدقة به تصديقا كاملا.
خير مطلق في الجميع؟
ضاحكة .. قبل كدا بس الكان محيرني هو د. نافع علي نافع لأنو ماقادرة أصدق انو زول طول الوقت بيشتم في الناس وماشفت ليهو خير معقولة يعني كيف و....
مقاطعة .. ثم وجدتي فيه الخير؟
في العام 2012م كنت في الدوحة وفي ذلك الوقت كانت يدي مكسورة والجماعة كاسرنها وناكرنها ومشتميننا فوجدت أخ من الشعبي وهو مسئول المؤتمر الشعبي في لندن كان في ضيافة قناة الجزيرة فسألته ( عليك الله مابلقى كلام خير تقولوا لي في دكتور نافع) فقال لي : إنه يحترم الذين يعملون معه ولا يتكبر عليهم ويصلهم وذكره لي بكل الخير رغم أنه من معسكر مضاد له!.
إذن ترين الخير في كل السودانيين دون فرز؟
الزول الوحيد الذي لم أستطع أن أرى فيه خيرا ولم اجتهد في ذلك هو النميري فضربة الجزيرة أبا وكتلة الإمام الشهيد ولدت بدواخلنا غبنا حقيقيا للظلم الذي حدث و...
تتحدثين عن التسامح وتحملين الغبن بداخلك للنميري و....؟؟
قاطعتني .. مافي طريقة، نحن شعب متسامح ولكننا استهلكنا كل رصيد التسامح لدرجة إن فعلنا أكثر من ذلك يصبح اسمه خنوعا وده ماكويس لذلك فالعدالة والمحاسبة مهمة جدا.
تقصدين العدالة الانتقالية كما تسمونها؟
نعم وفكرتها أن مداخل السلام جميعها تسير مع بعضها؛ فالسلام يلزمه الاستقرار والأمن والعدالة والتنمية والتصالح وأن يتم الاعتراف بالأخطاء .
اعتراف من؟
أهم اعتراف الآن يجب أن تقر به الحكومة للقتل الحادث في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق فالإنكار و........
مقاطعة ..قد لا ينكرون ولكنها ردة فعل تجاه من تمرد عليهم؟
لا ليس ردة فعل؛ فالحكومة ليس بوسعها أن ترد على فعل ولكن ذلك بوسعي أنا وأنتِ كمواطنين ولكن الدولة لا تتعامل برد الفعل.
الحكومة ترى أن من حقها الرد على من رفع السلاح في وجه الدولة ماهو رأيك؟
ده سؤال وجيه، ولكن السؤال هو لماذا وللمرة الأولى منذ الاستقلال يرفع السودانيون سلاح ضد الدولة وهم طوال الوقت كانوا يرفعون السلاح ضد بعضهم البعض؟ ذلك لأن هنالك فعل قد تم وهو محاولة فكفكة وإعادة صياغة الإنسان السوداني، ودخلوا له في عقائده ومفاهيمه وتكويناته المجتمعية وحتى حدوده الجغرافية غيروها ولم يطلب منهم أحد ذلك وكل ذلك في عملية هدم المراجع.
ماذا تعنين بهدم المراجع؟
أعني هدم (الكبير) والادعاء بأن نحن في فراغ ثقافي وحضاري فهم من أتوا بالشياطين وقاموا بتربيتها ثم بعد ذلك خرجت هذه الشياطين عليهم.
لماذا استنجدتِ بشقيقك عبد الرحمن مساعد رئيس الجمهورية عندما تم منعك من السفر هل في إطار الأخوة؟
ليس في إطار الأخوة ونحنا مشينا مع بعض في خوة موت ولكن لأنه يعرفني جيدا ومن منعوني كان منعهم بحسابات أني خائنة وعميلة وسأسافر للالتقاء بالعملاء و......
ولماذا عبد الرحمن وليس غيره من ناس الحكومة؟
أنا قلت له أنت بموجب الكلام القلت أنك دخلت تعملوا وتتكلم عن حقوق الانسان والمشاركة السياسية وحرية الإعلام فأنا بقول ليك وانت قاعد في القصر الجمهوري تم منعي من السفر ثلاث مرات من غير سبب فهل هذا ليس مخولا لك لتراجع البرنامج الذي دخلت القصر بموجبه؟ وأنت لو لم تسمع بما يحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق ألم تسمع بما حدث لي أنا؟ هذا ماقلته له وللسيد جعفر الصادق بحسبان أنهم أناس أتوا بمرجعيات محددة لتقوموا بنوع جديد من الفعل ولم أتحدث مع زول من ناس المؤتمر الوطني!
هم جزء من الحكومة فما الذي تتوقعينه منهم غير مايفعلونه ناس المؤتمر الوطني؟
أنا مصدقة أنهم فعلا عاوزين يعملوا فعل مختلف وانو المواطن الذي يتوجع يكون هنالك جريمة قام بارتكابها ومن يمنع من التجول داخل وخارج بلده يكون هنالك مصوغ قانوني لذلك!
إذا كان شقيقك يمكنه إحداث هذا الاختراق في داخل المؤتمر الوطني فهل يمكن أن تشاركي وتصبحين وزيرة و.....؟؟
قاطعتني بحدة ..لا أبدا .. ودعينا لا نلف حول هذا الموضوع فأنا إذا كنت مؤمنة بالكلام ده كنت حا ادعمو وكنت بشوف رأيه السياسي بالطريقة دي صحيحة.
ولكن؟
ولكن ومنذ اليوم الأول كنت أرى أن هذه المسألة غير مجدية ولكن رغم الاختلاف أتحت له الهامش طالما أنه مصدق الكلام ده ويمشي يخوض التجربة وإذا كنا نؤمن بمصداقية المؤتمر الوطني وشفافيته لماذا لم نشارك ونحن أدونا خمسين في المائة ما كان نشارك طيب!.
قد يقول قائل ومن ضيع الديمقراطية وأدخل السودان في هذا الوضع غير حكومة الصادق المهدي؟
ممكن وصحيح يمكن أن يقال مثل هذا الحديث ولكنني أعتقد أننا أصبحنا في حاجة للتفكير في الكلام الذي نقوله فإطلاق الكلام على عواهنه أصبح غير مجدٍ.
كيف؟
نحن في زمن تجاوزنا فيه الأحقاد وقد تحكمين علي بأنني ( أتفه) زول ولكن ده مابحلك من أني سودانية وثم ماذا بعدما أطلقتِ عليّ حكمك هل حاتشيلي مسدس تضربيني؟! برضو أهلي حايشيلوا مسدس يضربوك ويضربوا أهلك هل ده حل؟ والديمقراطية حقت كل زول و....
مقاطعة .. حقت كل زول ولكن هناك من يأتي بها وهناك من يضيعها أليس كذلك؟
هي بتجي وتضيع بينا كلنا، وهذا هو الدرس الذي يجب أن نعيه جميعنا، لكن أن تجلسي أنت في منصة البريئة وتضعينني في منصة المتهمة و( تفلقي فيني) مابتخارجك وهشاشة السودان لم تعد تحتمل أن تتحملنا ونحن ندوس بعضنا البعض.
السيد الصادق كان في تلك الحقبة هو الحكومة والمسئول عن الدولة فهل حافظ عليها؟
من الأشياء التي يجب علينا مراجعتها هو مقارنة الحكم الشمولي بالحكم الديمقراطي؛ فهذا هو الغلط المحوري الذي يقع فيه مثقفونا و.....
هو وضع المقارنة أم وضع التباكي على ماضاع والبكاء ممن أتى؟
أنت تقارنين لكي تلومي أو تقومي ولكن الاثنان مرجعيتهما مختلفة جدا في التقويم والمراجعة والحكم لأن الحكم الديمقراطي آلياته بالشورى وذلك لا يقارن بالشمولية ولأن من يأتون بالشمولية يأتون فوق الحكومات المنتخبة فهم يبحوث لأنفسهم عن شرعية ولذلك يجرمون الحكومة المنتخبة التي جاءت برأي الشعب فيهدون بذلك مرجعية الناس وكأنهم يقولون لهم ( انتو مابتفهموا وانتو جبتوا ناس حمير وخونة ساكت) وهذا أخطر مافي الأمر!
ثم؟
نحن نحتاج للتصالح مع بعضنا أولا، ثم النظر لما هو حادث في بلادنا فمثلا تكوني جوة بلدك يجوك خواجات يدرسوك في بلدك ويقعدوا بكل معرفة لتدريسك وتكوني حايمة في الأسواق وتشوفي القبعات الزرقاء حايمة جوة عينك وده غبن لأي سوداني.
البعض يرى المعارضة سببا فيما يحدث من تدهور مارأيك؟
أقول ( ألقيته في اليم وقلت له إياك إياك أن تبتل بالماء ) فالحكومة دي صارفة كم من القروش في حاجتين هم الأمن وفجخ الشعب من أن يقول لها بغم ومصروفة في انو تطلّع المعارضة مجموعة من الناس الخونة أو العملاء او المهابيل.
وما الذي تفعله المعارضة؟هل هي مكتوفة اليدين؟
لا ليست مكتوفة اليدين ولكنها تفعل كل الفعل الذي يمكن لبشر أن يفعله دون أن يرفع السلاح لكن للأسف أكثر جهة تروج لجدوى رفع السلاح هي حكومة المؤتمر الوطني فيما تفعله وتقوله لكل آخر ليس موال لها
وقد جلست مع من يحملون السلاح ووجدت حديثهم عقلانيا وهم لا يريدون حمل السلاح ولا يريدون أن يموتوا ولكنهم يرون دافعهم لذلك لأنهم غير متاح لهم هامش حياة !
وماذا يقول حملة السلاح أيضا؟
على كل غضبهم يقولون لو أن للمؤتمر الوطني مصداقية في مسألة الجلوس مع كل الناس فلا مانع من الجلوس معهم وعدم المصداقية هذا ماجعل مني اركوي يعود لحمل السلاح ونحن لا نقول ذلك للمزايدة على المؤتمر الوطني ولكني من حزب يرى المخرج في جلوسنا جميعا على قدم المساواة لإيجاد الحل.
ألا تفكرين في اعتزال العمل السياسي والعودة للمنزل؟
أنا مأثورة في كون أني مريم الصادق المهدي وناس كتار خاتين لي مكانة محددة و....
لزاما عليك الاشتغال بالسياسة ولو على حساب بيتك؟
ضاحكة ..والله حقو الواحد يجرب ولكن بالشايفاه ده برضو حاننضرب بالجزم ويقولوا لي كيف وانتي أمك ماتت في شنو و..
هو خيارك إذن؟
هو خياري بما في ذلك انضمامي للعمل المسلح ومنذ ذلك اليوم أصبحت أشوف السودان بعيون تجعلنني بقدر ما أبذل أشعر أنني لم أفعل شيئاً وبدأت أفهم مايفعله والدي من أفعال كنت أراها غير منطقية.
هل فكرت في خيارات أبنائك المستقبلية؟
فكرت في أولادي عندما زرت السويد مرة وسألت نفسي لماذا لا يعيش أبنائي في بلد مثل هذا ولماذا لا أتيح لهم خيارات أخرى موجودة لغيرنا من السودانيين فوجدت أنني سأفقد روحي وجذوري.
عملك ليس خصما على أبنائك وزوجك؟
لو كان خصما عليهم كنت شعرت بذلك.
زوجك يقوم بكل تكاليف عملك المادية؟
هذه الفكرة كانت توترني جدا لذا رفضت إلحاحه في أن يقوم بكل تكاليفي وهو يقول لي أنا أريد أن أصرف لأنني مؤمن بالذي تقومين به وأنا أرى أن دوره وواجبه في الصرف على بيته لكن لا أكلفه بتنقلاتي وملابس السفر واتصالاتي
كم راتبك من حزب الأمة؟
ماعندنا مرتبات.
وماهي مصادر دخلك للسفر والمشاركات الخارجية؟
في الغالب يدعمني والدي أو عادل.
لا تحسين أنك مقصرة تجاهه؟
كان الأمر سيشكل لي عبئا نفسيا ثقيلا لو أن زوجي يقول لي إنتي مشيتي وانتي خليتيني.
قد لا يريد أن يغضبك؟
ممكن لكن في الآخر هو شايل مني العبء ده لأن (عادل ) أكتر زول يحدثني على أن ما أقوم به له كبير المعنى بالنسبة له وأولادي وبناتي كذلك يفتكرون أن هذا العمل الذي أقوم به هو عمل عظيم و...
لا تخشين تفكيره في الزواج بأخرى؟
ضحكت عاليا ..هو يعرف أن شرطي الوحيد الذي لم أشترط غيره هو عدم الزواج بأخرى و...
مقاطعة .. أنت ضد تعدد الزوجات؟
أنا لا مع ولا ضد ولكني أعلم تماما أنني أريد في علاقتي الزوجية السكينة والرحمة والمودة وبوجود أي امرأة أخرى فانا لا أدعي ولا أكذب لن تكون وقلتها له واضحة (يوم تفكر تتزوج واحدة تانية تكون علاقتنا الزوجية انفصمت)!
قلت إن مواصفات فتى أحلامك أن يكون حافظا للقرآن والتفسير؟
عندما قلت هذا الكلام كان لدي موقفا من الزواج فأنا لولا أنني وجدت عادل فالزواج ماكان بالنسبة لي حلم وليس واحدا من أهدافي.
وبماذا كنت تحلمين؟
كانت نظريتي أنني سأذهب واستشهد في فلسطين.
أسرة زوجك هل لهم اسم كبير أم مال كثير ليتقدم ويخطب بت المهدي؟
كان عندهم عادل!
دفع ليك مهر كم؟
عشرة جنيهات وكان زواجي في العام 1995م.
أنت تسكنين مع نسابتك لماذا ماعندكم بيت؟
لا .. ماعندنا بيت.
ولا تحت الإنشاء؟
عندنا شقة بنعمل ليها توسعة.
هل حصل غضبت من زوجك وشلتي شنطتك على بيت أبوك؟
ضحكت عاليا .. والله يمكن أكون فكرت بس ماعملتها.
أبناؤك يشعرون أنك أم مختلفة عن بقية الأمهات؟
ضاحكة ..أبنائي في الروضة اتشاكلوا مرة في مسألة هل أنا بت ولا مابت، فحسب فهمهم والصياغة المجتمعية أن البنات أشياؤهم محدودة فقلت لهم أنا بت وأخذوا وقتا ليستوعبوا هذا الاعتراف الخطير!
والدك مشهور بكثرة كلامه هل اكتسبتِ هذه الخاصية و...؟
قاطعتني ..لو اكتسبت منو أي حاجة بختي، لكن أنا عموما بكون عاوزة أشرح الفكرة كاملة.
لا تعملين بمقولة خير الكلام ماقل ودل؟
أستطيع أن أختصر ولذلك أسأل الزول بقول ليهو عاوز كلام كم من الزمن.
بنات وأولاد المهدي تربيتم على العز حتى في الرياضة كالفروسية و..؟
قاطعتني .. الفروسية مارياضة أولاد عز في السودان ده ؛ أمشي شوفي أهلنا هنا في دارفور وبحر أبيض وكردفان هي جزء من التكوين اليومي بتاع الناس.
هل ركبت مواصلات مع العامة و(دافست) لركوب الحافلة يوما؟
لا ما قعد أركب مواصلات.
ولا تاكسي؟
ركوب التاكسي في حياتي بالعدد وفي ذلك الوقت تغير لون طلاء منزلنا من الأبيض للبني وكنت أسميه في طفولتي البيت الأبيض، المهم أن سايق التاكسي كان يشتم في آل المهدي طوال الطريق و...
مقاطعة ..لم يتعرف عليك؟
لا .. وطلبت منه أن يذهب بي لمنزل الصادق المهدي وعندما اقتربنا من الإذاعة قلت له: ( اتفشى زي الابن العاق البجي سكران بالليل لبيت ابوه ويشتم أبوه لأنه سكران وفاشل وماعارف يعمل شنو، لكن لما يقوم الصباح ويلاقي روحه ماعنده أكل ولا شراب ولا شيء يعملو بيجي لأبوه ذاتو، دحين لما تفوق تعال لي في البيت الأبيض الكبير الحاتنزلني فيهو ده تلقانا قاعدين هناك ومنتظرينكم)!
تربيتي في فمك معلقة ذهب؟
أنا ماعارفة الفكرة من الكلام ده شنو.
يعني وجدت كل شيء متوفر لك؟
هذا ليس صحيحا فأنا تربيت في حقبة مايو ووقتذاك نحن كنا متهمين في وجودنا ووجودنا خطيئة، وشتْمنا كان تقرباً للحكومة زلفى ولذلك فمنبع فخري أننا تربينا وسط أناس لديهم الوفاء والحب، هم الأساس في البقاء لأنه ماكان عندنا ناس شغالين معانا بالقروش و...
مقاطعة .. وهل معنى ذلك أنكم ماكان عندكم قروش؟
ماكان عندنا ونحنا ناس مايو صادروا مننا كل شيء.
هل تتذكرين موقفا صعبا مررت به لم تجد مالا لقضاء أمر مهم؟
مررنا بظروف صعبة وأغلب الأوقات والدي كان في السجون في مصر وجبيت وبورتسودان وإجازاتنا كنا نقضيها في السجون مع والدي في بورتسودان ومصر، وأذكر جيدا في صغري أن ميزانيتنا كانت اثنان وسبعون جنيها وكنت أكتب لأمي عرجون طلبات البيت.
ثم؟
كنت وقتها أقرأ الجرائد لأمي عرجون، ووجدت فيها حكما بالإعدام غيابيا على والدي ومنذ ذلك الحين نشأ بداخلي شيء تجاه الجرائد و...
مقاطعة .. اتعقدتي من الجرائد؟
لا ما بقول اتعقدت لكن بقيت قادرة أشوف الهول الشخصي الذي أتعرض له من الجرائد.
لا تعرفين معاناة قفة الخضار وحق الدواء والمواصلات ويقول البعض أن مناصرتك للغلابة ادعاء للنضال والشوفونية ماردك؟
أنا مقدرة جدا شكل هذه المعاناة وقادرة أفهم قدر شنو هي فتنة لكن الدنيا دار ابتلاء وفتنة وحتى المنعمين ليسوا ببعيدين عن هذه الفتنة ولكن أنا لا أريد أن أتبارى مع زول؛ والناس الذين تربيت معهم عاشوا هذه المعاناة التي تتحدثين عنها.
درستم في مدارس حكومية؟
نعم من الروضة حتى الثانوي العالي.
لا تعترفين بالفوارق الطبقية وتصنيفات الفقراء والأغنياء؟
خلفية الإمام المهدي نفسها أنه من أسرة بسيطة يصنعون المراكب ولكن الآن أولاد الفقراء هم من أفقروا الشعب السوداني!
تساءل السيد محمد احمد المحجوب يوم أن تم تعديل الدستور ليصبح والدك رئيسا للوزراء وقال
هل يعرف الصادق كيلة البصل بكم ) فهل تعرفين (كيلة البصل بكم)؟
اضطرارا لأنني امرأة، ولكن السياسات التي قام بها السيد الصادق المهدي وهو رئيس للوزراء هي سياسات مرجعية جعلت للاقتصاد السوداني توسعا كبيرا.
هناك أناس يرون السبب في مأزق السودان هو السيد الصادق تعتبرين ذلك عتابا أم اتهاما لكونه أضاع الديمقراطية؟
أنا متأكدة تماما أنه عشم الابن في أبيه، ولأنه الزول الشايفو كبير ومسئول حقو كان يعمل كل حاجة وده قلتو زمان والآن كتر خيرو ذكرها الاستاذ ثروت قاسم و....
مقاطعة .. بمناسبة ثروت قاسم البعض يقول إنه السيد الصادق المهدي والبعض يقول هو مريم المهدي مارأيك؟
ضاحكة بشدة ومتسائلة ..عليك الله جد؟! وأقعد أشكر نفسي زي ده؟! في ذمتك اسمع الكلام ده عليك الله يا استاذ ثروت قاسم!
منو بيعرف ولا شاف ثروت قاسم؟
والله أنا ماعارفة!
تتحملين أي شائعات عن شخصك ولا تحتملين كلمة عن أبيك؟
بالضبط كدا، وتجدينني الآن في أحسن حالاتي لأنني قادمة من رحلة لبحر أبيض وهناك رأيت كم الحشود المحبة للسيد الصادق المهدي كان شيء غير معقول.
إنتي عاوزة كل الناس تحب أبوك؟
لا لا ماعاوزة كل الناس تحب أبوي، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يجمع الناس عليه، ولكن مايؤلمني هو الناس الذين أظن فيهم أن وعيهم مختلف، بالذات مثقفينا في الخارج ولا أريد منهم أن يقولوا إن والدي صاح مائة بالمائة ولا مائة المائة خير ولكني أريدهم أن يقولوا مافيه من خير ومافيه من شر.
الحديث لسائق التاكسي هل معناه أن السيد الصادق أبو السودان كله ومن يتحدث عنه سلبا هو ابن عاق؟
والله ليس بعيدا عن هذه المسألة لكني أقدر للابن العاق دوافعه وأسبابه النفسية التي جعلت منه ابنا عاقا وهذا ليس حكما على كل الناس.
كيف؟
أعتقد أن هناك تجهيل مؤسس ليس لدور الصادق المهدي فقط ولكن لكل الأنصار ودورهم في التاريخ.
أنت معجبة بأبيك كما قلت ( نحن سكارى بحب الصادق المهدي) وقولك أثار ضيق البعض وانتقادهم ماردك؟
نحن سكارى هذه كان يجب أن توضع في سياقها.
هل انتزعت من السياق؟
كان السؤال عن ضرورة تغيير الصادق المهدي عن رئاسة الحزب فقلت لهم نحن كلنا سكارى بحب الصادق المهدي وده كلام صحي و....
مقاطعة ..كلكم كأبناء وانصار في حزب الأمة ولا كلكم منو؟
نعم وقلت لأن له كاريزمته ومواقفه عندما يعمل البعض على مكاواتنا وترديد حديث إبعاده وتغييره فهذه المكانة حاتتقفل ومافي زول بقدر يناقشها فدعونا نناقش الأمر في مؤسساتنا وليس بالمكاواة فجاء الكلام عن حبنا للإمام حبا شديدا ومستحقا.
مستحقا لكم كحزبه وأبنائه وأنصاره و.......؟
قاطعتني ..هو شخص له تميزه ودوره في ظل زمن وضعت فيه قيادات السودان اسم السودان في الأرض وهو لا يأتي منه إلا رفعة وهم لا يريدون أن يقولوا ذلك ويريدون أن يقولوا إنه شر ويقارنوه و.......
توجعك مسألة المقارنة بينه ومن تسمينهم بالشموليين؟
أنا ماموجوعة للإمام الصادق فهو إنسان بذل لشعبه ووطنه وأهله بكل الوفاء والإخلاص الذي أعلم به تماما ومتيقنة من ذلك.
تعتقدين أننا ليس لدينا شخصية قومية مجمع عليها؟
قلت للدكتور الطيب عبد الله مابتقدروا تساعدونا بقدراتكم دي تخلقوا لينا زول نجمع عليه ؛ زول بطل مننا، نقول ده حقنا كلنا عشان نقدر نبني عليه تكويننا النفسي؛ نحن كأنصار ماعندنا مشكلة فلدينا الإمام المهدي وأمراء المهدية وسيدي خليفة المهدي و.......
تقصدين كوطن ليس لدينا هذه الشخصية؟
أيوه كتر خيرك، فالزبير باشا رغم كونه بطلا خرج من يقول عنه مجرد تاجر رقيق والسؤال هو من البطل لدينا ومن الذي نقول عنه كلاما طيبا بالإجماع و......
تريدين إجماعا على السيد الصادق؟
أنا ماقلت نجمع عليه. أنا عاوزة نقول مثلا فلانة دي بتنا ومننا وتشبهنا وعملت واحد واتنين صاح وعملت تلاتة واربعة غلط عشان إنتي في الآخر بصاحك وغلط حقتنا وحانقدر نبني عليك لكن نحن نجد من يقول إن فلانا أحسن زول وآخر يقول عنه أسوأ زول وهذا مايشعرني بالشفقة علينا.
كيف؟
لأن مافعله الإمام الصادق من أشياء كويسة واضحة بمعايير دولية لكونه مفكر وله مشاركاته ومادايرة ليها اجتهاد ولا مدح لكونه ود الجهة الفلانية ولا حفيد الرسول ولا المهدي؛ فألمانيا عندما جاءت بسفيرتها عندما كانت رئيسة ( الجي ايه) ورئيسة ( اليو ان ) في آن أتت بخمسة عشر مرجعا استراتيجيا من العالم كله لكي يستفيدوا منه وأنا أقصد بالمعايير الموضوعية أن نستفيد منه ومن علاقاته.
يقال إنك تحبين والدك حد الغيرة عليه و....؟
قاطعتني ضاحكة .. أغير عليهو من شنو لا والله ده كذب وكنت بقول لأمي عندما تشكو لي غيرتها من إحداهن كنت بقول ليها والله عندها حق يا أمي الكضب حرام وأنا لو ماكنت بتو كنت بنافس في الحتة دي!
يعني أنت تعلمين أن هناك نساء يحببن والدك؟
والله مقدرة ليهم هذا الشعور وكثيرات يوصوني وببلغ الوصايا بكل أريحية فأنا استطعت من فترة أن أحرر نفسي من كونه والدي وأرى أنه قيمة إنسانية وأريد أن نتشاركه مع كل الدنيا ولذلك ليس لدي عليه شعور الحجر بالعكس.
( صحيفة السوداني)