سوداني حُر
زائر
 |  موضوع: عن ال المهدي وال الميرغني (بقولكم)..! الأربعاء فبراير 28, 2018 11:28 am | |
|
لايختلف اثنان حول التاثير الكبير للاسرتين (المهدويه) سليلة الامام محمد احمد المهدي بتاريخه الجهادي المعروف و(الميرغنية) سليلة السيد علي الميرغني الصوفي و مؤسس الطائفه الختميه على مجريات الاحداث السياسيه في السودان منذ الاستقلال .
ارتكز ال المهدي في تاثيرهم السياسي اللاحق على طائفة الانصار وحزب الامه بينما كان مدخل ال الميرغني للعمل السياسي صوفي بحت وعبر بوابة طائفة الختميه اولا ثم تاسيسهم للحزب الاتحادي الديمقراطي ثانيا.
لكن يبدو ان هناك اختلاف كبير بين الاسرتين في طريقة التعامل مع عامة الناس مؤيدين لهم او غير مؤيدين .. وتباين كذلك حول التعاطي مع القضايا العامه.
فمثلا نجد ال المهدي منفتحون بدرجه كبيره على المجتمع السوداني متصالحون ومتصاهرون معه..! بينما ال الميرغني على العكس من ذلك تماما ..فهم انطوائيون جدا ..ويعيشون في عزله تامه عن المجتمع لدرجة ان الذي يحاول ان يعرف شيئا خاصا عنهم يجد صعوبه كبيره .. لان حياة هولاء محاطه بسياج من السريه والغموض..! وليس من السهل على كائنا من كان .. مهما علا شانه ان يرتبط بهم اجتماعيا من خلال علاقة زواج مثلا او ان يسعوا هم للارتباط بالاخرين فقد عرف عنهم ترددهم الشديد في التصاهر مع الاسر السودانيه.
المراقب عن كثب لاادء (اولاد) الميرغني و(اولاد) المهدي ..في الحكومه او حتى في الساحات العامه الاخرى سيلاحظ ان هناك فرقا شاسعا بينهما ..وامامكم الان مثالا حيا ينطوي على شخصية مساعدي رئيس الجمهوريه عبدالرحمن الصادق المهدي (ال المهدي) والحسن الميرغني (ال الميرغني) ولكم ان تقارنوا بينهما با انفسكم لتحصلوا على البون الذي اقصده هنا في هذه المقاربه.
ظل الساده المراغنه يفضلون العيش بصوره شبه دائمه خارج البلاد ولكنهم في نفس الوقت يمارسون (هوايتهم )..! في ادارة شؤون حزبهم في الداخل وتوجيه من يختارونهم ممثلون لهم في الحكومه عبر الريموت كنترول..!.
عندما قرر الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل المشاركه في الحكومه اختار رئيسه مولانا محمد عثمان الميرغني نجله جعفر الصادق الميرغني ليمثل الحزب في رئاسة الجمهوريه فتم تعيبنه مساعدا لرئيس الجمهوريه لكن السيد جعفر الصادق رغم كل المحفزات التي اعطيت له (خرج من القصر ولم يعد) وبدون ان يستاذن من احد فلم يخطر رئاسة الجمهوريه ولا قيادة حزبه ولا حتى والده الذي اختاره.. واتضح فيما بعد انه لم يستطع العيش في السودان وعاد ادراجه الى مدينته الفاضله (لندن).
في المقابل ظل ا(ولاد) المهدي الذي يمارسون العمل السياسي موجودون دائما في (ارض المعركه) داخل السودان و يديرون احزابهم معارضة كانت او مواليه ويتفاعلون مع قضايا الناس خاصة كانت او عامه ويتواصلون مع الجميع وبدون فرز.
لا ادري حتى هذه اللحظه من اين يستمد الساده المراغنه قوتهم ؟..واذا افترضنا جدلا انها من الطريقه الختميه فان افتراضنا هذا قد لايوصلنا الى الاسباب الحقيقيه..لان الختميه في طبيعتها طريقة دينيه صوفيه ..تعتمد في الاساس على ان يكون (اسيادها ومشايخها ) اكثر تواضعا .. وقربا وتفاعلا مع المجتمع لكي تنمو ويزداد مريدوها .. وذلك هو ديدن مشايخ الطرق الصوفيه في بلانا .. لكن سلوك ال الميرغني المذكور انفا ينافي ذلك تماما.
في تقديري ان ظاهرة السادة المراغنه هذه تستحق الدراسة والتمحيص الدقيق وبصوره علميه لكي نكشف للراي العام (سر المهنه )..!الذي جعل اسره بهذ الصفات وتلك المواصفات ..! موجوده الى الان (سارحة مارحة) في الحياة السياسيه السودانيه.
|
|
