من لبس الطرحة لا يحق له لبس العمامة

زائر

بسم الله الرحمن الرحيم

كثير من الذين يطلون علينا هذه الأيام في الاعلام الداخلي والخارجي و الوسائط الاجتماعية المتعددة الحديثة يتبجحون ويتطاولون على من قاموا بإزالة النظام البائد الفاسد والاطاحة به، ويهاجمونهم ويحاولون سرقة الثورة من الذين ناضلوا طوال 30 عاما من الظلم والقهر والذل والكبت والتهب والفساد والدمار الذي سمي انقاذا ، وما هو الا مقلوب لمعنى هذه المفردة (دمارا) مما جعل كل الشعب السوداني يتجنب استخدامها لمرارة ما جرته عليه هذه المفردة كتسمية لنظام يعتبر اسوأ ما حدث في تاريخ السودان قديمه وحديثه.

هؤلاء القوم قبلوا أن يلبسوا الطرحة التي تخص الفتيات صغيرات السن أيام حكم الطاغوت (رغبا ورهبا)، خوفا من بطش النظام او لمسايرته (اكل عيش/ دعني أعيش) أو نفاقا ومداهنة أو لمكاسب (وظيفية أو مادية و تصاديق واحتكارات ..الخ) قد يحصلون عليها نتيجة الرضوخ لمطالبهم و تنفيذ ما يطلب منهم دون نقاش أو تفكير. هؤلاء يوجدون وبكثرة في كل الوزارات والمصالح والادارات والبنوك والجامعات...الخ. عليه، كل هؤلاء الذين لبسوا الطرحة شاركوا مشاركة فاعلة في كل مساوئ النظام البائد ويجب أن يكونوا بالسجون في انتظار المحاكمات ، أو أقلها أن يختفوا عن الأنظار، ويبعدوا عن كل ما يخص الوطن والمواطن، ويرضوا بأن الشعب سيسمح لهم بأن يأكلوا عيش داخل الوطن حفظا لكرامة الوطن، ويحمدوا ربهم ويرضوا بأن هذا الشعب سمح لهم بالعيش بأمان وتربية أطفالهم دون انتقام. لكنهم لم يرضوا بكل هذا الكرم من الشعب السوداني الذي أذاقوه المر اثناء ارتدائهم للطرحة، بل تطاولوا ويريدون الأن أن يلبسوا العمة الأن مثلهم مثل بقية الرجال!!!! هل يعقل أن يرتدي عمة من كان قبل أشهر قليلة يرتدي الطرحة وهو قانع بها!!!! أين كانت رجولتكم عندما ارتضيتم لبس الطرحة؟ اين كانت افكاركم التي تودون الأن أن تلبسوا العمة وتشاركوا بها مع الثوار والكنداكات؟ الا توجد بعروقكم نقطة دم؟ ألا تعرفون الخصلة التي تسمى (خجل). يجب أن تتواروا خلف الجدران وبعيدا عن أعين الناس حيث أنكم اقرب للحيوانات الكانسة منكم للبشر. لم تسمعوا أو تعرفوا ما هي مكارم الأخلاق. مثلكم مثل البهائم لا يهمكم الا تعبئة بطونكم وجيوبكم، وبالتأكيد لا تملكون أفكارا تساعد في تنمية الوطن و المواطن، كل ذكائكم يتركز في خدمة أسيادكم وهم الأن في انتظار حكم القانون والشعب. هل ترغبون في أن ننقب في ملفاتكم؟

يريدون أن يشاركوا في مجلس الوزراء والبرلمان، وأن تكون لهم كلمة ومكانة في المجتمع، كأنهم لم يشاركوا في كل ما جاء أعلاه (زي ما في حاجة!!!). هنالك الكثير من الذين لم يكونوا أعضاء في المؤتمر اللاوطني لكنهم عندما طلب منهم أن يتعاونوا معه تنفيذيا أو تشريعيا لم يرفضوا، بل هرولوا هرولة، وقاموا بتنفيذ كل ما طلب منهم وبأعنف ما يكون (خوفا على ما حصلوا عليه)، واصبحوا أشد قسوة من عضوية الحزب البائد، بل يدافعون عن الانقاذ بدرجة أذهلت الانقاذيين أنفسهم ورأيتموهم (عينة بسيطة) بأنفسكم عند تشيع والدة المخلوع. منهم من هو حزبي، ومنهم من لم تكن له علاقة بالسياسة أصلا. لكنه يفكر في أن يجد فيها كما يقولون (عضة). يا من لبستم الطرح، من الأن فصاعدا لا توجد فرصة لمن يفكر في (عضة). الشعب الأن عيونه في منتصف رأسه يراقب كل فاسد ومفسد، راش ومرتش. لبس العمامة يتطلب رجل بمواصفات الرجال، وأنتم لا تملكون منها (سابقا أو الأن) ما يؤهلكم لها، ولا يوجد في مجتمعنا ما يوجد في جهاز الحاسوب ما يعرف بمفتاح (ديليت). يمكنكم خلع الطرحة، لكن يجب أن لا تفكروا في العمامة بتاتا. اللهم نسالك اللطف (أمين).

نبيل حامد حسن بشير
جامعة الجزيرة
bashirnabilhh@gmail.com
31/7/2019م

» يا أبوي .. إنت ما راجل و يا أخوي هاك الطرحة!!!