المحامي جمال الصديق زائر
| موضوع: دعوة لانفصال دارفور !! السبت ديسمبر 18, 2021 2:05 pm | |
| (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِىٓ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍۢ) صدق الله العظيم ،،، الانسان احسن خلق الله ظاهرا وباطنا ،، جمال هئية ! وبديع تركيب ! وقد ركبه الله في ابهى صورة كي يكون آية من ايات الجمال . ولكن كمال الهئية وجمالها قد لا يدوم ، فمتى ما استوطنت الامراض جسد الانسان وحلت به الاسقام ، واستحال علاجها تصبح هناك فرضيات للواقع الصحي . اليد والرجل اجزاء عزيزة على صاحبها بل حتى على بقية الجسد ، لذلك جاء في الاثر الشريف ان الجسد يتداعى بالسهر والحمى حال اشتكي منه عضو واحد . وجمال الانسان وبديع هئيته لا يتصور حال فقد الانسان لجزء من اطرافه او غيرها ، لذلك تجده متمسكًا بكمال الهئية حتى وان تاذى من بعض اجزاء جسمه . لكن حينما يكون ذهاب العضو ضرورة لبقاء الجسد ، يحتم عليه الامر الواقع تخليه عن هذا الجزء رغم كل انف حوجته العضوية والشكلية لبقاء هذا العضو . الاوطان كالانسان تكون زاهية ورائعة تكسوها هيبة ترامي اطرافها وتماسك جغرافيتها ورمزية شكلها الذي تتوارثه الاجيال . وفقد اي جزء من ترابها العزيز قد لا يتصوره من رآها كاملة وزاهية ، لذلك لم تالف اعين كثير من ابناء السودان خريطة السودان بعد فقد السودان للاقليم الجنوبي . لكن حينما تشتد بالوطن انواء الحقد والكراهية ، والقتل لاجل السلطة ، وتتوارثه اسقام (الاناء) ويبدا بالتآكل من اطرافه حيث ثبت تعفن جرح الطرف بسبب الاصرار على اثارة النزاعات والعمل على استمرارها او سكنت بالطرف آلام سرطان التغلغل القبلي ليشل الطرف ويبدا في الدخول على بقية اطراف الوطن . هنا لابد من اعمال علاج البتر الطبي لهذا الطرف حتى نضمن سلامة بقية اطراف الوطن . دارفور جزء عزيز جدا على الوطن ونحسب انه الجزء الاعلى طاقة لعافية الوطن حال تمت الاستفادة من خيراته وموارده . وحال صدر لعافية الوطن الامن والامان . لكن هذا الاقليم رغم عظم موارده واتساع سهوله الغنية بكل ما هو غالي ونفيس لم يجد منه الوطن الا النزاعات والاقتتال وتصدير الفتن . ظلت دارفور حرج السودان المتعفن رغم اصرار الوطن على علاجه وممانعته من بتره والتمسك ببقائه ، وقد بذل في ذلك الغالي والنفيس من موارد الاقاليم الاخرى حتى لحق ببقية الاقاليم الضرر ، الذي ادى الى تيبس مصادر مواردهم ، وانعكس هذا العطاء المهلك على حساب صحة اهالي الاقاليم وتعليم ابنائهم ، وحليب اطفالهم . تركيبة قادة الحروب في دارفور اصبحت عصية على التقويم والاصلاح والحرب في الاقليم اصبحت حرفة من لا حرفة له ، لذلك كثرت الحركات المسلحة التي لا يهمها اقليم دارفور ولا انسان دارفور . لقد اصبح الاقليم بؤرة للفتن ، ومحرقة للحياة بلا حياء او مخافة من الله ، ومورد لوديان الدماء المستمر بلا انقطاع . كل الحركات المسلحة من دارفور الا القليل . وكل القواد في الحركات متمسكون بالمناصب الدستورية ، والصرف البذخي عليهم من موارد بقية الاقاليم وموارد دارفور معطلة بفعلهم ، وحتى عند نيلهم المناصب والمكاسب الشخصية لم يندمل جرح الوطن الدامي بسبب دارفور . مشكلة دارفور اصبحت فوق استطاعة الوطن وقد تعبت اجزاء الوطن الاخرى وملت وسئمت من طول رحلة علاج الاقليم الذي تأكد الا شفاء منه ، وان كلفة علاجه (ان وجد) سوف تذهب بسلامة الوطن . اعلم تماما ان هذا الطرح سوف يرفع انفاس غضب الكثير من اهل دارفور ، واعلم كذلك بان هناك من يصفون الدعوة الى فصل الاقليم بالعمالة . ولكن لابد من مواجهة مشاكلنا بالحلول التي تؤكد على بقاء الوطن حال تعذر شفاء الاقليم واصبح بقائه يشكل خطرا على الوطن ، بعيد عن العواطف التي لا تجدي حتى يقع الفاس في الرأس ، وذلك عملا بقاعدة من يدرك كله لا يترك جله ، ادركوا الوطن واتركوا دارفور فمن استمرأ غنائم الحروب لن يقبل بضيق العيش في سلام .
|
|