احياناً من فرط الدهشة يُصاب الإنسان بحالة اقرب للتبلد لأن الواقع عصي علي الفهم بالشكل الطبيعي.
تحدث حميدتي عن عودته الي الثكنات، فلا ادري بأي معيار صنف نفسه كعسكري، وقواته نظامية لها ثكنات بالمعنى الإحترافي للجيوش.
صرح الرجل قبل ذلك متحدياً ان قواته أُنشأت وفقاً لقانون مجازاً من قبل برلمان.
لم يكلف نفسه بالسؤال عن البرلمان الذي اجاز قانونية وجوده، والنظام صاحب البرلمان المخجوج فكلاهما في مزابل التاريخ غير مأسوفاً عليهما.
يا العشا ابو لبن لو إقتنعنا بوجودك بشكل قانوني فغداً سنخرج ننادي بعودة الماجن المخلوع، هذا لعمري المنطق الوحيد الذي يُفسر فهمك المقلوب، الذي لم نجد له سبيل للعقل، والمنطق.
لا يوجد معيار في الكرة الارضية يصنف مليشيا ضمن الجيوش حسب المعايير المعمول بها، لا يوجد جيشاً محترفاً تمثله قبيلة و تقوده عشيرة او اسرة تتوارثه، وتسيطر علي مفاصله بلا مؤهلات اكاديمية، او عسكرية، بل تحكم ذلك صلة القرابة.
ثم بدأ حميدتي في الحديث بشكل عنصري يثير عواطف البسطاء بأن الحملة ضده سببها الكرسي الذي يجلس عليه، وهذا خطأ لأن هذا الكرسي إن صح الجلوس عليه بالبلطجة، والإنقلاب، فالمخلوع كان اولى، واحق، ولكن ثلاثة عقود لم تشفع له، وجماعته الضالة، او تعطيه الاحقية بالحفاظ عليه.
مع جيل الثورة لا احد سيجلس علي هذا الكرسي رغماً عن إرادة الشعب.
مع جيل الثورة لا يمكن لمظاهر السودان القديم المبني علي المحاصصة، والبلطجة، والتقسيم، والتخلف ان يفرض نفسه علي هذا الجيل الذي يعرف ماذا يُريد.
كسرة ..
حميدتي خليك من سن السكاكين، ولسان حالك يقول انك باقي رغماً عن انف الجميع، اعلم ان هذا الشعب يمكنه ان يحمل السلاح لأجل ان يتحرر.
الغرور العاطل غير المنتج الذي صور لكم بأن هذا البلد قد آل اليكم، سيحرقكم جميعاً، لأن الشعب، و إرادته اقوى من تاتشراتكم، وتحالفات العمالة، والإرتزاق.
كسرة، ونص ..
حميدتي خليك من سن السكاكين، ابحث لك، وعشيرتك عن مخرج آمن، بدل الطموح المتوهم بحكم السودان بهذا الوضع الاعرج.
اعلم انك لا علاقة لك بالتاريخ، او القراءة فأجعلني لك من الناصحين، حكم هذه البلاد عصيٌ علي اي ديكتاتور، او جماعة شمولية مهما إمتلكت من اسباب القوة، بعد اليوم.
كسرة وتلاتة ارباع ..
حميدتي انت واجهة لمصالح، وتقاطعات ستتركك في منتصف الطريق كما تركت قادة، واشباه رجال قبلك، اوهمتهم القوة، فغرقوا في الغرور، والعنجهية، فذهبوا هباء الريح.
اخيراً ..
حسب تصوركم كم من الزمن ستظل، ومليشياتكم في هذا الوضع، فالحقيقة التي تجهلونها مكانكم مزابل التاريخ رغماً عن جيوشكم، وتحالفاتكم العرجاء، وإن تطاول الزمان.
حميدتي .. من يذهب الي الثكنات هي الجيوش النظامية فقط، فأنت ستذهب، وعشيرتك حيث اتيت، فمن اوهمك بغير ذلك فقد ظلمك.
“يحضرني مثل القرادة القالت مشت مع الجمل فأحضروا العيش من القضارف”
حميدتي دخلوهو دخل حمارو ..